أحمد القرني - «الجزيرة»:
أكدت قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الحادية والأربعين «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، التي عُقدت يوم أمس، الأهداف السامية لمجلس التعاون المتمثلة في تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها، وتعزيز دورها الإقليمي والدولي، والعمل كمجموعة اقتصادية وسياسية وصحية واحدة للمساهمة في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والرخاء لشعوبها.
لقد أظهر تحدي جائحة كورونا المستجد ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون بين دول مجلس التعاون في مواجهة هذا الوباء؛ إذ تمكنت دول الخليج من تخفيف آثار الجائحة الصحية والاقتصادية على المواطنين والمقيمين. ولا شك أن مواجهة الجائحة ومعالجة تداعياتها تتطلبان تعزيز العمل الصحي الخليجي المشترك، وعلى وجه الخصوص تفعيل دور «المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها». ومن هذا المنطلق، وبمباركة سامية من أصحاب الجلالة والسمو، تمت الموافقة على اعتماد إنشاء المركز الخليجي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتمكينه لمواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة.
هذا، ويعد المركز الخليجي للوقاية مركزًا إقليميًّا للصحة العامة، يهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الصحة العامة، ووضع السياسات والمؤشرات المشتركة، وتبادل المعارف بين جميع الدول الأعضاء.
ويعمل المركز على تحقيق مقاصد عدة، تشمل تعزيز التنسيق، وبناء المعرفة، وإنتاج الأدلة للتمكين من الوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، والتخفيف من حالات الطوارئ الصحية العامة، وتعزيز المجتمعات المحلية الصحية في جميع أنحاء الخليج.
كما يلعب المركز دورًا مهمًّا في الوقاية من الأمراض المعدية التي تهدد الصحة العامة في دول الخليج من خلال المتابعة المستمرة لعدد من الحالات، وتقييم المخاطر، وتفعيل البرامج والخطط، والقضاء عليها. ويعمل المركز عبر رسالة تستهدف دعم تطوير برامج وممارسات تعاونية في مجال الصحة العامة، وتعزيز التدريب الإقليمي في مجال الصحة العامة، واستخدام بيانات الصحة العامة لوضع مؤشرات صحية وبحوث خليجية مشتركة، وتعزيز العمل المؤسسي، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في الوقاية ومكافحة الأمراض، وتعزيز متطلبات التنافسية العالمية لتحقيق مراكز متقدمة عالميًّا؛ وهو ما يعزز من مكانة دول الخليج كمحور ومركز عالمي للفعاليات الدينية والثقافية والأعمال.