إبراهيم بن جلال فضلون
جاءت عبارات الترحيب الأخوي من صاحب الرؤية الثاقبة ولي عهدنا الطموح الأمير محمد بن سلمان بشقيقه القطري الشيخ تميم في لقطة للتاريخ بعد غياب خليجي: «الله حيه، الله حيه، نورت المملكة».. سبقتها أفعال وجهود المملكة والكويت في لم الشمل العربي لا الخليجي فقط، كون مجلس التعاون الخليجي يتطلب انطلاقة جديدة ليمكنه تقديم أكثر بكثير مما لديه، لنجد تأكيد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على لمّ الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا، في كلماته: «إن القمة ستكون جامعة للكلمة موحدة للصف، ومُعززة لمسيرة الخير والازدهار».
لقد أصبح وسم «المصالحة الخليجية» الأكثر تداولاً في عدة أقطار بالعالم، لتبدأ نهاية «الخُلع الخليجي» للأزمة القطرية العربية، والتي بدأت مُنذ عام 2017، لتنطلق القمة الخليجية الـ41 في مدينة العلا شمال غربي السعودية، بإجراءات بناء الثقة لينضم الآخرون لاحقاً، خاصة الشقيقة مصر، لأن أي خطوة في اتجاه المصالحة أفضل من عدم حصول أي خطوة على الإطلاق، خاصة بعد أسابيع قليلة تفصل الرئيس الأمريكي ترامب عن مغادرة البيت الأبيض، ورغبته في غلق أحد أبرز التحديات التي طبعت المنطقة العربية خلال فترته، وما ترتب عليها من تدهور في العلاقات الخليجية بشكل غير مسبوق.. لتأتي زيارة صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر للسعودية وقطر لرأب الصدع الخليجي، الذي أزمّه الإرهاب الإيراني والتنظيم الإخواني، بإعلاميهما الشيعي ومن قناة العالم والشروق وسيدتهما الجزيرة، كونهم وغيرهم سر البلاء، حيث عزلت المقاطعة إيران وجمدت تحركات الإخوان في العالم بتجفيف منابعه التي وصلت تركيا، إذ قال مسؤول أمريكي: «سيجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر لتوقيع اتفاق يضع حدّاً للحصار وكذلك للإجراءات القضائية بحق قطر».
لقد توافقت رؤى المملكة في سياستها الخارجية مع أشقائها للحفاظ على الاستمرارية والثبات الخليجي العربي، بخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة رؤية 2030 لتضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحّد وقوي، جنباً إلى جنب تعزيز التعاون العربي والإسلامي، بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة، مُستنداً في تأسيس هذا الكيان على ما يربطهم من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبه؛ تحقيقاً للأهداف السامية والمقومات التي تجعل من الوحدة تكاملاً يخشاه الأعداء، ليتم الاتفاق والتوقيع على مراسم بيان العُلا، وإطلاق اسم (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) سائلين المولى -عزَّ وجلَّ- لهما الرحمة والمغفرة، على القمة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، عرفاناً لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة.