إبراهيم بن سعد الماجد
يالله حيّه.. نورت المملكة، العبارة الأبرز في هذه القمة.. ترحيب عربي أصيل، من أمير عربي كبير، كانت هذه العبارات الترحيبية التي استقبل بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حال وصوله مشاركًا في قمة العُلا.
عبارات الترحيب الحارة، قابلها أمير دولة قطر بالمثل حيث حطّمت هذه العبارات الترحيبية كل البرتوكولات الصحية، فكان العناق، بل العناق الحار بين الزعيمين.
سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - أوتي من الحكمة ما يجعل مواقفه العفوية تؤسس لعلاقات دولية مختلفة.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في هذه المرحلة تحديداً يحتاج إلى عزم وحزم من قيادته، لدرء هذه المخاطر التي تحيط بها، وسمو ولي العهد وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يسعى وبشكل حثيث لجمع كلمة العرب عمومًا، ودول مجلس التعاون على وجه الخصوص، وكان من آثار هذه المساعي وهذا الحرص من سموه المصالحة التي تمت مع الشقيقة قطر.
قمة العُلا حيث التاريخ الضارب في الزمن، ستبقى حاضرة في ذاكرة كل خليجي، وكل من يهمه استقرار هذه المنطقة من العالم اقتصادياً وسياسيًا.
في كلمته الافتتاحية للقمة قال سمو ولي العهد: سياسة أشقائكم في المملكة الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة رؤية 2030 تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة.
وقال سموه: نؤكد أهمية مضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات في سبيل تحقيق تلك الرؤية.
ومذكراً بالأهداف التي تأسس من أجلها هذا المجلس قائلاً: تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة في أواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا.
لقد كانت كلمة سمو ولي العهد الافتتاحية وثيقة إعادة الثقة في قوة ومتانة مجلس التعاون، فقد بين سموه وبكل جلاء حاجة الجميع إلى وحدة الصف والكلمة في ظل هذه الأوضاع والأخطار المحدقة بالمنطقة وعلى رأسها إيران التي قال عنها سمو ولي العهد: نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا خاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
بيان القمة
جاء بيان قمة السلطان قابوس والشيخ صباح مرضياً لتطلعات شعوب دول مجلس التعاون، حيث تضمن الأهم وهو طيّ صفحة الخلاف والتأكيد على أهمية وحدة دول المجلس، والعمل على شؤون التنمية لدوله، بما يحقق لها المزيد من الرخاء في كافة شؤونها، وأن أي خلاف داخل البيت الخليجي مهما كان لا بد أن تتجاوزها بحكمة قيادتها، كما أشار إلى ذلك سمو وزير الخارجية بقوله:
قمة اليوم ترسل رسالة إلى العالم أجمع أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الواحد إلا أن حكمة أصحاب الجلالة والسمو قادرة على تجاوز كل ذلك والعبور بالمنطقة ودولها وشعوبها إلى بر الأمان.
وكما قال بذلك معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير حيث قال: قمة العلا تاريخية وعنوانها التعاون من أجل مستقبل شعوب ودول الخليج العربي بحكمة قادتنا جاء اتفاق العلا لنتجاوز الخلاف والتحديات بعزم وثقة.
قلت: الحمد لله الذي رزقنا في هذه البلاد بقيادة حكيمة.