يمضي وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» بخطوات ثابتة نحو أخذ مكانه بين الدول البارزة في مجال الفضاء، وتعزيز التكامل المحلي على هذا الجانب، باعتباره نقطة أساسية من إستراتيجيته بالاستثمار في العلوم والمعارف المتقدمة، ورفع لواء العرب والمسلمين عالياً، وهو الحلم الذي أخذ الوطن على عاتقه مسؤولية تحقيقه على أرض الواقع.
ولأن الإنسان هو محور عناية قيادتنا الرشيدة، وهو الذي تُهيَّأ من أجله جميع الإمكانيات، ولأن المواطن السعودي كان وسيظل ركيزة التنمية والبناء على أرض الوطن، فقد قرَّرت حكومتنا الرشيدة، أن تفتح الأبواب واسعة أمامه؛ ليتعرّف على أسرار الفضاء، ويكتشف علومه وقدراته وإمكانياته لمساعدة البشر على الأرض.
ومن هذا المنطلق، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، أن التكامل المحلي في مجال الفضاء نقطة أساسية من إستراتيجية الوطن، وبارك سموه توقيع الهيئة السعودية للفضاء لخمس مذكرات تكامل مع وزارة التعليم وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، تهدف إلى التكامل في مجالات تنمية رأس المال البشري الوطني عبر التعليم والتدريب، وتعزيز جهود البحث والتطوير والابتكار وتبادل الخبرات الأكاديمية، ونشر الوعي بعلوم الفضاء ومجالاته، ودعم كل ما من شأنه تعزيز دور وزارة التعليم لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لقطاع الفضاء السعودي.
هذا التكامل المحلي بعد التوجه لإنشاء الهيئة السعودية للفضاء، يأتي بعد النجاحات التي حققها وطننا بجهود أبنائه ودعم القيادة الرشيدة -حفظها الله-، في إنجاز وإطلاق مهمة رحلة المكوك ديسكفري في العام 1985م، ما يمنحهم الحماس الأكثر إلى تحطيم حاجز جديد في إرادتهم وطموحهم الذي لن يحدّه شيء، في تأكيد أنه لا يمكن أن تكون هناك قوة تقف في مقابل إرادة وطن وقيادة وشعب، همتهم مثل جبل طويق وطموحهم لعنان السماء.
التكامل المحلي يأتي بهدف العلم والتنمية والبناء، ولما فيه خير البشرية، ولا شك في أن وطناً بهذا الطموح والإصرار والعزيمة والتخطيط، قادر على تحقيق المعجزات.