كان ذلك في مدينة الرياض المتواضعة آنذاك أي ما قبل أكثر من نصف قرن يوم كانت أحياؤها أقل من أن تذكر وكان بإمكان الرجل النشيط أن يلفها على قدميه.
كان الشاب عايد يعاني من نقص في العقل ويدور في أحد الأحياء متسائلاً عن من يدله على مناسبة زواج يصيب منها شيئا من اللحم والأرز، حيث كانت مثل هذه المناسبات تقام في البيوت أو الأراضي القريبة وكان الناس في قلة من الزاد وأكل اللحم والأرز لا يتحقق للكثيرين إلا في مناسبات الأعياد والزواجات.
ما دعاني أن أبدأ مقالي هذا بهذه الترويسة هو أنني كنت ذاهبا وزوجتي واثنين من أبنائي للتطعيم من جائحة العصر وعندما وصلنا إلى المكان المعد لذلك على طريق الملك عبد الله رحمه الله فوجئنا بحارس الأمن يقول بإشارة من يده إن البوابة التي قصدناها مغلقة وإن علينا استئناف السير للأمام حاولنا أخذ دورة على مركز التطعيم فإذا بالطريق مغلق فعدنا أدراجنا وذهبنا مرة ثانية للبوابة الرئيسية لنسأل عن بوابة الدخول، فقال لنا حارس الأمن اسلكوا الطريق الرئيسي قبل المركز ثم انعطفوا شرقا.. وستجدون من يدلكم.
مجهودات وزارة الصحة ومجهودات وزيرها الهمام تذكر فتشكر لكن مثل هذه النتف الصغيرة تعطي صورة غير جميلة عن الصورة الحقيقية المشرقة للوزارة، حيث كان من المفترض اعطاء معلومات واضحة لمن يراد تطعيمهم بحيث لا يشكل عليهم أمور صغيرة كهذه تتعبهم نفسيا وتؤخر مواعيد وصولهم لوجهتهم للتطعيم فلا يحتاجون إلى التساؤل والعناء للوصول إلى نقطة النهاية، ولقد أثبتت حكومة المملكة الرشيدة حرصا لا يجارى على صحة مواطنيها والمقيمين على ثراها وأصبحت حديث العالم بأسره عن مبادراتها سواء في ما يتعلق بشراء أحسن أنواع اللقاح فور البدء بإنتاجه وإعطائه ليس للمواطنين فحسب بل وللمقيمين وحتى من دخلوا البلاد بطرق غير نظامية، حفظ الله هذه البلاد ورعاها من كل سوء ومكروه مما يحاك لها.