إنَّ تقدير الآخرين من حولنا أمر متوافق مع الفطرة السليمة، ودعت له الشريعة الإسلامية, وخصوصاً عندما يكون لهم شأن كبير في المجتمع، إما لغزارة علم أو لالتزام بالتدين أو لكبر في السِّن..إلخ, كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا, ويعرف شرف كبيرنا).
ويُعرف التقدير كما جاء في معجم التعريفات بأنه: «تحديد كل مخلوق بحده الذي يوجد من حسن أو قبيح».
ولكن من الخطأ أن يخلط الناس بين التقدير والتقديس, فتقدير واحترام الناس شيء, والمبالغة في التقدير لدرجة تقديس الناس شيء آخر, لأنَّ تقدير الناس أمر محمود, وتقديس الناس أمر مذموم.
ويُعرف التقديس كما جاء في معجم المصطلحات الفقهية بأنه: «التعظيم والتوقير». فالقدسية والتنزيه تكون لله وحده وليس للناس مهما علا شأنهم في المجتمع.
وللأسف بأنه قد تم استغلال (التقديس) من قِبل بعض الأشخاص للتأثير في عقول بعض الشباب والفتيات بشكل سلبي في سبيل تحقيق أهدافهم الدنيئة التي يسعون إليها, مما جعل هؤلاء الشباب والفتيات تابعين لهم بلا شخصية أو هوية واضحة تعبِّر عن استقلاليتهم عنهم, فهم كالأداة في يد غيرهم, مما نتج عن ذلك انحرافات وجرائم بسبب تزمتهم لأفكار وقناعات هذه الفئة التي تم تقديسهم.
وفي الحقيقة مهما علا قدر الإنسان أو زاد علمه أو مكانته الاجتماعية فهو في نهاية المطاف بشر قد يُصيب وقد يخطئ.
ختاماً..
الحق لا يُعرف بالرجال, لكن الرجال يُعرفون بالحق.
** **
Mosaedsaeed@hotmail.com
@Mosaedalbakhat