أحمد المغلوث
تحتضن العلا اليوم القمة الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط تقف على «صفيح ساخن» ومع هذا فاحتضان المملكة لهذه القمة التي تعتبر استثنائية وهامة إذ إن الجميع في الخليج بل والعالم يتطلعون لعودة العلاقات وتجاوز الخلافات خاصة مع اطلالة العام الجديد وما يحمله للعالم من أمنيات خير وبركة. فجميع القادة يهمهم أن تكون «اللحمة الخليجية» كما كانت عبر التاريخ بل ويتمنون من الأعماق في قمة «العلا» أن يكون التقارب والألفة والمحبة واقعا معاشا وأن يتناسى الجميع «الخلافات» التي زرعتها أياد خبيثة بهدف تحقيق وتنفيذ أجندات مشبوهة لفرض واقع جديد بين دول الخليج بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. من هنا نجد أن اجتماع قادة الخليج في قمة العلا مقرون بتسوية الخلافات والمصالحة الشاملة. سوف تكون له ايجابياته الكثيرة والكبيرة في ذات الوقت. فدول الخليج مثل لوحة «الفسيفساء» كل قطعة فيها امتداد لمختلف القطع الأخرى. وبالتالي فهذه اللوحة تعتبر وحدة واحدة تتناغم ألوانها وأطيافها وكل جزء فيها كبر أم صغر له أهميته في التكوين العام للوحة.
ولاشك أن العالم يهمه أيضاً أن تعود المياه لمجاريها بين دول الخليج دول المحبة والاخوة والازدهار. لذلك تتابع مختلف الدول في المنطقة وغيرها من مناطق العالم باهتمام بالغ هذه القمة التي يلوذ فيها قادة الخليج في «الملاذ» والحضن الكبير المملكة التي وضعها الله في المكانة العالية التي هي أهل لها، والتي باتت ومنذ كانت «بيت العرب الكبير» بل وقلب العالم النابض بالحب والعطاء للجميع، وكما أجمع كتاب الرأي في بلادنا والخليج، وحتى الدول العربية بأن الأجواء مع العام الجديد مشبعة بالتفاؤل والأمل في كون هذه القمة سوف تحق بتوفيق الله ثم ببركة وحصافة وحكمة قادتها كل الطموحات والتطلعات التي ينشدها شعوب الخليج، وأن يعود الخليج كما كان فيما مضى أصابع في يد واحدة، والجميل أن مجلس التعاون الخليجي ومقره كما هو معروف في عاصمتنا الرياض فهو يشكل في ذات الوقت مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي هو منظمة إقليمية سياسية، اقتصادية، عسكرية وأمنية عربية مكوّنة من ست دول عربية تطل على الخليج العربي وتشكل أغلبية مساحة شبه الجزيرة العربية، هي الممكة وسلطنة عمان والإمارات والكويت والبحرين وقطر ومن مهماته التنسيق والتشاور بين دول المجلس في إطار المحافظة على سيادة وتميز كل دولة، وجميع أبناء الخليج يأملون أن يحقق المجلس رسالته الهامة في اجتماع قادته في «قمة العلا» ويعمل على تجاوز الخلافات وجمع شمل الأشقاء في هذه القمة التي تعقد على هدف واحد، تحقيقاً لآمال الملايين من أبناء الخليج الذين يتمنون مخلصين أن تتحذ القمة قرارات فعلية وهامة تجسد تطلعات قادته وشعوبه، وتحقيقاً لآمالهم المختلفة دون أن يخفوا ثقتهم وتفاؤلهم في نجاح هذه القمة التي تحتضنها بحب المملكة العظمى.