كنت أكتب في (المجلة الثقافية) يوم كانت تصدر كمجلة منفصلة عن «الجزيرة»، توزع معها يوم الاثنين من كل أسبوع، ثم يوم الخميس من كل أسبوع.
بضع مئات من المقالات ستخرج في كتاب (من أجل بلدي 1200 صفحة) (مجلّدان) الذي يضم الكثير من المقالات والاستطلاعات لي، نُشرت في مجلة (الفيصل) و(المجلة العربية) و»الجزيرة» و(الرياض) وغيرها من الجرائد والمجلات الموجودة أسماؤها في غلاف الكتاب الذي تدور عليه عجلات المطابع الآن.
ولي ذكريات مع تلك المجلة حيث كتبت فيها استطلاعات ومقالات، منها عدة مقالات عنوانها حديث الكتب، ليس هذا فحسب.. فقد وضعت فهرساً بالموضوعات المهمة التي نشرت في الكثير من أعدادها.
حديثي اليوم -أيها السادة والسيدات، أقصد أيتها السيدات وأيها السادة- عن كتب مهمة (وأعتبرها نادرة) تضمها مكتبتي.. وقبل هذا كنت كتبت مقالين في هذه الجريدة بتاريخ: 10-10-1441هـ وتاريخ: 01-11-1441هـ عن الكتب القديمة والنادرة في مكتبتي، وأشرت فيهما إلى مقال كتبه د.حسن بن فهد الهويمل عن مكتبته في الجزيرة، وإلى كتاب د.عبد الله بن عبد الرحمن عسيلان عن مكتبته.
وها أنذا أكتب عن كتب أعتبرها قديمة وبعضها نادر:
الأول: الكتاب العظيم (طيوف ترسمها حروف)، بهذا العنوان الشاعري ألف الأستاذ الشاعر عبد القادر بن عبدالحي كمال كتابه هذا، طبع عام 1440هـ في 276 صفحة، وللشاعر دواوين ذُكِرت في كتابه هي:
رحيل الشموس/ عكاظيات/ معزوفة الريح/ حلوة البوح/ على جدارية القمر/ نون النسوة: تحت الطبع.
وبالمناسبة .. أذكر أن في مكتبتي بين كتبي و أوراقي قصيدة قديمة عنوانها (نون النسوة)، لأحد شعراء مصر، لعلي أعثر عليها لأهديها للشاعر عبد القادر، إن لم يكن رآها.
ولإبنه أيمن ديوان أسماه (الحرائر) (فرخ الوز عوام).
الكتاب العظيم:
لماذا أسميت هذا الكتاب بـ(الكتاب العظيم)؟ لأن فيه:
- العنوان الشاعري الجميل (طيوف ترسمها حروف).
- الحرف الكبير الواضح المريح للعين الذي طبع به الكتاب.
- قول المؤلف صفحة 135 (كان الطائف مأنوسا يوم كان للأنس طريق للقلوب).
- قصيدة الحطيئة ص175 التي قال فيها:
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل
ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيه من الإنس وحشة
يرى البؤس فيها -من شراسته- نعمى
وأفراد في شعب عجوزا وراءها
ثلاثة أشباح تخالهم بَهْمَا
حفاة عراة ما اغتذوا (خبز ملة)
ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما
وخبز الملة له عدة أسماء في مناطق المملكة المترامية الأطراف سمعت بعضها ولكني أنسيته، ماعدا اسمه عندنا في نجد (قرص الجمر).
ثم العناوين والموضوعات الجميلة في الكتاب:
- تعذبل من الشيطان (تعوذ من الشيطان).
- أيا باحة الخيرات جئتك عانياً
- عمير بن سعد رضي الله عنه
- زمان الصبا.. كانت هناك ملاعبه
- من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
- الحطيئة شاعر مسرحي
- وجئت أحمل تاريخي على كتفي (يعن الله)
- عاشق الكبريتة، وعندنا هنا اسمها (الطرمة)
- السعوديون والحضارم والتاريخ المشترك
ثم نبذة عن المؤلف
وفي الكتاب تاريخ وأدب وأنساب وعلم الرجال وغزل عفيف، بل.. وفيه كلام جميل وعبارات وتعبيرات طريفة مشوقة تسر (القارئين)
ثم ما قال عن الطفرة ومساوئها وتأثيرها على الشباب مضافا إليها الراحة التي هي ذل واستكانة جاء هذا في موضوع (ما ينفع واحد إلا بأمر (أبو عالي)) (الصفحات 93 – 103) التي (الطفرة) خلقت جيلا اتكاليا خنوعا هي أن يسرح شعره، ويتثنى في مشيته، ويعكف على شهواته ويبقى أسيرا لنزواته ..الخ ص99 وفي هذا تشاؤم أكثر من اللازم -في رأيي-!!
وبعد.. فإن القارئ في هذا الكتاب لا يملّ، وهو ينتقل من وردة إلى وردة، ومن زهرة إلى زهرة، فهنيئا لمؤلفه على هذا الإبداع.
** **
- مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة
WWW.ABU-GAIS.COM