عثمان بن حمد أباالخيل
لا يوجد في الحياة من لا يخطئ، فالخطأ طبيعة بشرية كما أنه لا يوجد من يرضى عن ذاته كما يريد، فالرضا عن الذات غاية صعبة لكن ارضاءها حسب المستطاع هدف يسعى إليه كل إنسان. هناك تفاوت برضا الإنسان عن ذاته، هناك من يرضى بنسبة 50 % أو أقل أو أكثر لكن الوصول إلى 100 % صعب جدًا وإن فعل سيراجع مشاعره، فهي وقتية حسب الحدث الذي يعيشه. لكن هل يقاس رضا الإنسان عن ذاته هكذا أم هناك مقاييس أخرى أم أنها مجرد مشاعر. المشاعر الإنسانية ليست آلة منتجة لا تخطئ على قاعدة ما يسمى الخطأ الصفري Zero Error.
من بديهيات رضا الإنسان عن ذاته احترامها وتقديرها فالذات هي مجموعة القيم والأفكار والمشاعر التي يمتلكها الإنسان عن نفسه وكيفيّة شعوره تُجاهها، وان كان العكس ولم يحترم ذاته فهو يجلدها يوبخها بأقسى العبارات وإعادة التوبيخ يؤدي إلى البغض والكره فإذا لم تحترم ذاته فكيف تطلب من الآخرين احترامها. الإنسان الذي يريد أن يحترم ذاته عليه في البداية التعرّف على ما بداخلك من أفكار ومشاعر وسلوكيات قد تكون هي السبب في عدم الشعور بالرضا وما أكثر الذين يركبون رؤوسهم ظانين انهم في الاتجاه الصحيح والنتيجة عدم الرضا الذي يؤدي إلى الاكتئاب، الذي قد يصل إلى كراهيتنا لأنفسنا، هل هناك فرق بين الذات والنفس.
الإنسان الناجح هو الإنسان الراضي عن ذاته، وعدم الرضا يتطلب اجراء بعض التعديلات على أسلوب الحياة وتغيير طريقة التفكير مع ضرورة مقاومة كل وسائل الانحراف والابتعاد بالمقارنة مع الآخرين لكي يصل إلى مرحلة الرضا. الإيمان بأنّ كل إنسان له قدرات وسلوكيات ومهارات مختلفة عن الاخرين خطوة في الاتجاه الصحيح، حين يحقق الإنسان ما جاء في هرم لماسلو من أولويات في حياة الإنسان عندها يصل إلى تحقيق الصورة التي يتخيلها لنفسه. في محيط كل إنسان هناك من يجلدون ذواتهم دون رحمة ويعرونها دون شفقة ويعذبونها ولا يشعرون بأي سبب للسعادة، هؤلاء هم المحبطون الذين يرون الحياة بمنظار قاتم وعيون ترى ما حولها بلون مخيف.
للأسف هناك فئة من الناس يقزمون ذواتهم ولا يأبهون لمشاعر الآخرين حين يطلقون العنان لألسنتهم هذه الفئة تسير في الاتجاه الخاطئ وعلى من يقعون في محيطهم تنوير طريق حياتهم وانتشالهم من وحل الضياع ومد يد العون والمساعدة. الرضا عن النفس يتطلب أن نتمتع بثقة عالية بأنفسنا والرضا عنها، من خلال بذل جهد دائم ومستمر، والثقة هي عنوان الرضا عن الذات.
وفي الختام لنكن ايجابيين لنكن منفتحين في حياتنا ولا نجعل اليأس يحطم رغابتنا وليس هناك من هو أدرى بذاتك التي تستطيع أن تعاملها بكل شفافية وواقعية.
أقتبس (من أشكال احترام الذات أن تبتعد عن أي شخص لا يقدر قيمتك) مصطفى محمود.
همسة: كلمة أسف الصادرة من القلب ليست ضعفاً بل تقديرًا لذاتك.