إبراهيم بن سعد الماجد
بعد أيام تعقد في بيت العرب المملكة العربية السعودية القمة الخليجية، التي تأتي في وقت يعصف بالعالم ككل، والعرب على وجه الخصوص أكثر من عاصف عاتٍ.
تأتي هذه القمة التي يرأسها حكيم العرب، وكبير أهل الخليج وملاذهم بعد الله سلمان بن عبدالعزيز، هذا القائد الذي نذر نفسه وقتًا وجهدًا وثقلاً من أجل وحدة هذا المجلس.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعد من الكيانات ذات الثقل الكبير، سواء من الناحية السياسية حيث موقعه الاستراتيجي، أو من الناحية الاقتصادية، حيث مخزون العالم من البترول، ولذا كانت الأطماع كثيرة وكبيرة تجنبتها دول المنطقة بفضل الله ثم بحنكة قادة دول المجلس، الذين استشعروا المسؤولية فأقاموا هذا الكيان متكامل الأركان، فمنح دوله ثقلاً فوق ثقلها، وأعطى شعوبه المزيد من الاستقرار.
المملكة العربية السعودية، وقلت ذلك كثيراً في أكثر من مقال، تؤثر في نفسها من أجل أشقائها سواء في مجلس التعاون أو بشكل أكبر من الأشقاء العرب، ولذا تنازلت عن الكثير من مصالحها من أجل وحدة الصف العربي، على مدى أكثر من قرن.
ومجلس التعاون الذي هو بيت الخليجيين وأملهم الجميل، يأتي على رأس أولويات القيادة السعودية، وفي هذه المرحلة يوليه الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- عناية خاصة وفائقة، ولا يقبلون بأن ينال أحد من تماسكه ووحدته، ولذا كانت الجهود السعودية في هذا الاتجاه متواصلة ومستمرة، من أجل هذا الهدف.
إن رئاسة المملكة لهذه القمة يؤكد على أهمية رئاسة خادم الحرمين لما يمكن أن يكون من قرارات مصيرة تتخذ من خلال هذه القمة، لتحقق لخليجنا شعاره الدائم (خليجنا واحد) هذا الشعار الذي يعتز به كل أبناء وبنات دولنا الست، بل ويؤمنون إيمانًا صادقًا بصدقه.
إن التحديات كبيرة، والتطلعات أكبر، وما يؤكده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وطموحه لأن تكون دولنا أوروبا جديدة، فإن تحقيق ذلك ينبغي أن يصاحبه إزالة كل ما قد يعرقل أو يعيق تحقيق رؤية سموه، من منطلق حرص المملكة على تآلف كلأعضاء المنظومة الخليجية شعوباً وحكومات، وهذا ما نتطلع إليه ونأمله من القمة الخليجية في دورتها الـ41
الرياض على موعد مع اجتماع قادة خليجنا الكبير.. الكبير بأهميته.. الكبير بقياداته.. الكبير بهمة شعوبه.
أيام خير وعز وتمكين لدولنا ومنطقنا قادمة بإذن لله.