د. محمد عبدالله الخازم
مع نهاية عام 2020 الميلادي يجدر بنا شكر وتقدير أفراد كثر وجهات عديدة على ما فعلوه خلال عام كان صعباً على الجميع. القائمة تطول، لأن الجميع حاول وبذل الجهد للتاقلم مع الوضع الذي أحدثته الجائحة، كل وفق موقعه. ولكن قبل أن اختار فئة محددة، ابدأ بالواجب والأهم، شكر الأفراد والعوائل التي تحملت وتعاونت في مجابهة الجائحة وألتزمت بالتعليمات. أشكر إخوتي وأخواتي وكافة أقربائي على التزامهم بالضوابط الصحية وضبط حياتهم وفقها، مما أسهم في حماية الجميع من انتشار العدوى. أشكرهم على مراعاة سن والدي ووالدتي وأخذ الاحتياطات في زيارتهما والتواصل معهما. أشكر العوائل على تأقلمها مع متطلبات التعليم والعمل عن بعد وصعوبات تغيير جداولها وعاداتها وطرق تعاملها. لقد بذلت الحكومة جهوداً كبرى في هذه الظروف على مختلف الصعد، الصحية والأمنية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، وبفضل تعاون الناس معها كان النجاح حليفاً لها في كثير من الجوانب. كانت معادلة تكامل متميزة بين الحكومة والشعب وهذا منبع الرضا والشكر، للمجتمع وأفراده ولحكومة بلادنا حفظها الله من كل شر.
الفئة العاملة التي سأختار الإشادة بها مع تقدير الجهات الأخرى تتمثل في المعلمين والمعلمات. قبل عشر سنوات تقريباً، كتبت أربعة مطالب رجوت تحقيقها للمعلمين. تحقق منها واحدة تمثلت في التطوير المهني عبر إنشاء مركز أو معهد تدريب تربوي مهني. بقي ثلاثة أرجو أن تتحقق جميعها أو بعضها في عامنا المقبل، وهو عام لن يكون سهلاً على المعلمين سواء بتغير طرق التعليم التي فرضتها الجائحة أو في التنظيمات الجديدة التي ستفرض عليهم من رخص واختبارات وغير ذلك. ما اقترحه لا يتطلب من الجهات الرسمية سوى التشريع لها وتهيئة الأنظمة وتقديم الدعم والباقي يتولاه المعلمون أنفسهم.
أولاً: اقترح إنشاء أندية المعلمين الاجتماعية والترويحية، ونقرب الفكرة هنا بمثال بارز نراه في القطاعات العسكرية ويتمثل في أندية الضباط التابعة لوزارة الدفاع والحرس الوطني وقوى الأمن. لماذا لا يوجد بكل محافظة أو منطقة نادٍ للمعلمين يلتقون فيه ويمارسون أنشطتهم الرياضية والترويحية فيه ويستفيدون منه في مناسباتهم الاجتماعية سواء كان ذلك مجاناً أو برسوم رمزية تسهم في العملية التشغيلية لتلك الأندية.
ثانياً: اقترح إيجاد رابطة أو جمعية أو جمعيات بكل منطقة يلتقي تحت مظلتها المعلمون. فكرة إنشاء جمعية أو هيئة أهلية تكون عوناً لتطوير التعليم وفق ما يقرره أصحاب الاختصاص والاهتمام، وتكون عوناً للمعلمين للتعبير عن احتياجاتهم ومطالبهم ذات العلاقة بمهنتهم التربوية.
ثالثاً: اقترح دعم إنشاء جمعية أو جمعيات تعاونية في كل منطقة، يشارك في تملك أسهمها المعلمون والمعلمات ويتم دعمها بشكل غير مباشر عن طريق إعطائها فرصة المساهمة في بعض أنشطة التعليم الاستثمارية مثل أنشطة المقاصف المدرسية والنقل المدرسي وحضانات الأطفال والمكتبات المدرسية أو عبر منحها مقرات تجارية بالمراكز التعليمية الواقعة على الشوارع الرئيسة ... إلخ. قد يكون الدعم بمجرد مساعدة الراغبين في إنشاء تلك الجمعيات بوضع دراسة الجدوى والعمل لها لتكون جمعيات مربحة وذات عائد مجزٍ لأعضائها المؤسسين.
أرجو أن يكون عاماً داعماً للمعلمين والمعلمات.