فهد بن جليد
مع ضرورة التباعد الاجتماعي التي فرضها (الفايروس)، تغيَّرت أمزجة الناس في تفضيل استخدام عطور أكثر ثباتاً، ليتم الشعور بها عن بعد، بعد أن كان التنافس على الروائح الخفيفة التي تمنح خصوصية الشعور بها للأكثر قرباً فقط، الخطة في العام الجديد يبدو أنَّها تجاوزت ذلك كله، مع إطلاق فكرة إضافة (جزيئات مُعقِمة) إلى تركيبة العطور لتقوم بدور إضافي للحماية الشخصية، مُصمِّمة العطور الفرنسية الشهيرة لوجبيرير صاحبة فكرة أنَّ الناس في العام الجديد بحاجة عطور تحميهم من الجراثيم والبكتيريا والفيروسات أكثر من مجرِّد بث رائحة زكية، تقول إنَّ العطور على مرِّ التاريخ كانت من أوائل الأدوية التي عرفها الإنسان، بل إنَّ سكان (أثينا) القديمين كانوا يُحاربون بها الأوبئة في القرن الخامس قبل الميلاد.
في المستقبل القريب قد يصبح هناك عطر تقليدي (رائحة فقط) كما نعرفه اليوم، وعطر جديد ذو خصائص مركَّبة يحمي من الميكروبات أيضاً -كوظيفة قديمة- تم إعادتها في 2021م، الأنظار تتجه صوب العطور الحيوية والطبيعية التي يتوقع أن تكون الأكثر طلباً لهذا الغرض، فالزيوت العطرية لها خصائص مُطهِرة ستطوِّر صناعة (الأدوية العطرية) إن جاز لنا الوصف، وستخدم فكرة ثبات الروائح والشعور بها عن بعد في ذات الوقت.
تبدو تلك حيلة جديدة قد تلجأ لها مصانع العطور، لإضافة خطوط إنتاج جديدة تدِّر عليها أرباحاً مع الركود الذي شهده الاقتصاد العالمي، عام فايروس كورونا انتهى ولكن آثاره باقية وتتمدَّد، المعركة الجديدة لجني الأرباح في كل الصناعات تقريباً، تتلخص في مدى إجادة مهارة العزف على وتر النظافة والتعقيم، وكله على حسّك يا (كورونا).
وعلى دروب الخير نلتقي.