د.عبدالعزيز العمر
عندما اتخذ الساسة الأمريكيون قراراً بمحاربة كل أنواع التمييز العنصري لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل كان لابد لهم من إعادة توجيه تعليمهم ليخدم هذا الغرض الوطني النبيل، وحدث حينها ثورة في السياسات والبرامج والمناهج التعليمية لتحقق ذلك الهدف. وبالمثل قامت دول أخرى بتوجيه نظمها التعليمية لمواجهة شرور العنصرية والقبلية والمناطقية. دعوني أذكر لكم ثلاثة مواقف تعليمية واجه فيها التعليم التمييز العنصري والقبلي. في العام الماضي دخلت المعلمة الأمريكية فصلها ثم قامت بإرجاع الطلاب السود إلى الصف الأخير وبنقل الطلاب البيض إلى الصف الأمامي، مع تجهم واضح في وجوه الطلاب السود وابتسامات في وجوه الطلاب البيض، وكاد الطلاب السود أن ينفجروا لولا أن المعلمة قالت وهي تبتسم لطلابها: عفواً درسنا اليوم عن التمييز العنصري. أما الموقف الثاني فحدث في كلية التربية بجامعة الينوي عندما ذكر عضو هيئة تدريس بكلية التربية لعميد كليته أن أمه السوداء عندما تخرجت من الثانوية بتقدير أفضل من نظيراتها لم تقبل في الجامعة، وما كان من عميد الكلية إلا أن عرض على عضو هيئة التدريس قبول أمه في الكلية، مع إعفائها من الرسوم الدراسية. أما الموقف الثالث فقد شاهدته قبل عدة سنوات في إحدى مدارسنا الثانوية، لقد ذهلت وأنا أشاهد الطلاب وقد تجمعوا في ساحة المدرسة على شكل حلقات، وكانت كل حلقة تمثل مجموعة قبلية (أتوقع أن الأمر تغير اليوم).