فدوى بنت سعد البواردي
تتغير المصطلحات مع الوقت. سابقًا، كان يطلق لقب «سباق» على تنافس الجهات المختلفة من أجل الفوز بجائزة أو مرتبة ما، أما الآن فتلك الكلمة أصبحت لا تعكس قوة التنافس وسرعة التطور، وبات لقب «ماراثون» هو الأدق، ولا يفوز فيه السريع أو الجيد فقط، لأن هذه السمات أصبحت لا تكفي، بل يفوز فيه «أفضل الأفضل» Best of the Best.
لنلتقط الأنفاس قليلاً قبل متابعة قراءة المقال...
ما هي مجالات الماراثون التي تفوق فيها وطننا الغالي خلال السنوات القليلة الماضية..؟
من أبرز إنجازات المملكة هي رؤية «المستقبل الجديد» من خلال مدينة نيوم، «أول مدينة رقمية رائدة في الشبكات الذكية بالكامل في العالم، والتي تم دعمها من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي بما يقارب 500 مليار دولار، وتشمل العديد من القطاعات المميزة عالميًا، ومنها: قطاع «مستقبل العلوم التقنية والرقمية» لتشجيع المخترعين والمؤسسات التقنية الرائدة في حلول الذكاء الاصطناعي والمجالات التقنية. ويوجد في نيوم أيضًا قطاع «مستقبل الطاقة المتجددة» لاستخدام وتخزين طاقة الشمس والرياح الكهربائية وإنتاج الهيدروجين، من أجل استخدام مستدام ونظيف. كما يوجد نظام طبي متطور في نيوم يمكنه التنبؤ بالحالات والمشكلات الصحية للأفراد قبل حدوثها، عن طريق خورازميات الذكاء الاصطناعي في قطاع المجال الصحي، وغيرها العديد من القطاعات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن الخدمات السحابية هي مجال تقني آخر تشارك فيه المملكة العربية السعودية بذكاء كبير. والخدمات السحابية هي مصطلح تقني يطلق على خدمات توفير الموارد التقنية، عبر الإنترنت، مثل قواعد البيانات والتخزين والحوسبة (بدلاً من بناء مراكز البيانات الفعلية) مما يتيح العديد من المزايا مثل: السرعة والنشر عالميًا وتوفير النفقات. وقد تم استثمار ما يقارب من 500 مليون دولار بالشراكة مؤخرًا مع الذراع التقني لمجموعة علي بابا العالمية، وذلك تماشيًا مع رؤية 2030 في التحول الرقمي، حيث إن تلك الشراكة في الخدمات السحابية ستساعد أيضًا في تطوير البنية الرقمية التحتية بالمملكة في مجالات: إنترنت الأشياء IoT والذكاء الاصطناعي والحوسبة. وبنجاح تطوير هذه المبادرات التقنية، تصبح المملكة العربية السعودية رائدة في الاقتصاد الرقمي المحلي، وكذلك مركزًا لعمليات تقنية الخدمات السحابية في الشرق الأوسط.
وقد تم حصول المملكة العربية السعودية في عام 2020 على مراكز متقدمة عالميًا في العديد من المجالات، بما فيها المجال التقني للبنية التحتية وكذلك الذكاء الاصطناعي.
والسؤال الحالي هو.. هل هذا كل شيء... أم أنها فقط البداية لخارطة طريق تتسم بالطموح والعزم والحب للوطن..؟ أرى أنها فقط البداية لأجيال مميزة من أبناء وبنات الوطن.