خالد بن حمد المالك
مضى عام من أعمارنا، من سنوات حياتنا، من التعايش ومن التصالح مع كثير من المستجدات، ومن متابعة لأحداث هزَّت العالم، وجعلت من هذا العام 2020م الذي انقضى عامًا استثنائيًا بامتياز.
* *
جاءت جائحة كورونا لتغطي على كل الأحداث، ولتشغل العالم عن هموم أخرى كثيرة، وتضطر الدول والمجتمعات لأن يكون شغلها الشاغل، وهمها الأكبر، مواجهة هذا العدو الشرس بحصر أضراره بأقل الخسائر، وصولاً إلى هزيمته.
* *
وفيات وإصابات بأعداد كبيرة، يقابلها أعداد كبيرة ممن كُتب لهم الشفاء، الاقتصاديات تنهار في جميع الدول ودون استثناء، ونجاح متأخر في اكتشاف اللقائح الذي بدأت تجربته للتو للحيلولة دون اختراقه لجسم الإنسان، وتمدده وزيارته لكل دول العالم.
* *
توقفت شركات الطيران عن تسيير رحلاتها المعتادة داخل الدولة الواحدة وبين الدول، وعاش الناس في قلق إثر تنامي أعداد الوفيات والمصابين، رغم كل الاحتياطيات والاحترازات التي التزم الناس بها، وتنادى العالم، وتسارعت الدول، للحد من انتشاره بمنع التجمعات، وحظر التجوال، والبحث عن لقاح يميت هذا الفايروس، ويمنع زياراته القاتلة للناس، وقد استغرق هذا الجهد عامًا بالتمام والكمال، وما زال يهدِّد العالم.
* *
توقفت النشاطات الرياضية، ثم عادت بلا جمهور، وسُمح للمسلمين بأن يؤدوا صلواتهم في بيوتهم، وكانت فريضة الحج وأداء العمرة لهذا العام بأعداد محدودة، وضمن شروط غاية في الشدة لتجنب أي أضرار وبائي قد يُصاب به الحاج.
* *
ولم يكن التعليم استثناءً في التعامل مع هذه الجائحة، فقد توقفت الدراسة بالمدارس والجامعات، وحين أُعيدت أصبحت عن بُعد في تجربة لم نألفها من قبل، وحتى العمل في قطاعات الدولة، فقد اكتُفيَ على أن يكون هو الآخر عن بُعد إلى أن سُمح على مراحل بالعودة إلى مكان العمل.
* *
كثير من الأحداث مرت بها المنطقة، كان من أهمها مقتل الإرهابي الإيراني قاسم سليماني والعالم النووي الإيراني فخري زيادة، مما خلَّص المنطقة من اثنين من أخطر الإرهابيين في نظام ليس له من هَمّ إلا زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
* *
وكانت خسارة الرئيس الأمريكي ترامب للانتخابات وفوز الرئيس بايدن حدثًا مدويًا، وتغييرًا رافقه ضجة على مستوى العالم، بسبب أن الرئيس ترامب ظل وإلى الآن يشكك في نزاهة الانتخابات، مع أن كل المعطيات الموثقة تظهر أن فوز بايدن كان وفق أعلى درجات الالتزام بالمعايير الانتخابية.
* *
وفي لبنان كان تفجير المرفأ اللبناني، حدثًا مأساويًا، أظهر حجم الفساد والفوضى في هذا البلد المنكوب، والتآمر على أمن وسلامة لبنان، بقيادة حزب الله المدعوم من إيران ومن الرئيس اللبناني ميشيل عون، ما أضاف أعباء أخرى على الاقتصاد اللبناني المنهار، وعلى جميع الأوضاع في هذه الدولة الفاشلة.
* *
وفي هذا العالم اعترفت كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين والمملكة المغربية بدولة إسرائيل، وهذا الحدث هو الأبرز والأهم الذي سُجِّل في هذا العام، وأخذ بُعدًا إعلاميًا غير مسبوق في تغطيته وتباين ردود الفعل حوله.
* *
أحداث أخرى مهمة، وتطورات كثيرة، حفل بها العام 2020م، كان أغلبها يمس مصالح الناس، ويقوض الأمن في الدول، لكن في العام الجديد 2021م نتمنى أن تكون أحداثه مصدر سعادة وإلهام بما يسعد المجتمعات البشرية، ويعيدنا إلى سكة الإنجازات والإصلاحات التي غابت في العام الذي مضى وانقضى.