د.عبدالعزيز الجار الله
البدايات الفعلية لدخول غير الخليجيين في سوق الإعلام الخليجي في منتصف السبعينات 1975م عندما بدأت أموال وعوائد النفط تتدفق على منطقة الخليج العربي بسبب ارتفاع أسعار النفط، حيث قفزت قيمة البرميل من 8 دولارات إلى 50 دولاراً ثم تم تصاعد أسعارها، عرفت بالدورة الاقتصادية الأولى التي شملت منطقة الخليج العربي، وتوقفت مع استمرار الحرب العراقية الإيرانية في 1985م لتعود بعض جوانب الانفتاح إلى شد الحزم، لكن الإعلام استمر على تناميه في الصحافة والإذاعة.
تلا هذه المرحلة تطور تقني غير موازين الإعلام في البدء تم إطلاق القنوات الإعلامية مما زاد في تدفق الإعلاميين للمنطقة الخليجية قادمين من لبنان وسوريا باعتبارهم أصحاب خبرات تلفزيونية من فرنسا وبريطانيا، واستأثروا في المشهد الإعلامي التلفزيوني ما بين مشغلين للبرامج، وعاملين في المحطات، وملاك مؤسسات وشركات إعلامية، تمت هذه التطورات خلال الثمانينات والتسعينات بعد غزو العراق للكويت وحرب التحرير، والبدايات المبكرة لظهور القنوات العربية في التسعينات ثم توسع انتشارها.
وفِي عام الألفين 2000م بدأت بواكير الإعلام الجديد والإلكتروني ورافقها البعثات السعودية لدراسة الإعلام الجديد الصحافة الإلكترونية والقنوات الفضائية وتخصصات الإعلام الجديد، ونضجت أقسام وكليات الإعلام في الجامعات السعودية وعدلت من خططها ومناهجها للانتقال من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني، وفي هذه المرحلة فقد من كانوا يعتقدون أنهم أساتذة الإعلام من الأخوة العرب مواقعهم بالانسحاب من المؤسسات الخليجية والعودة إلى أوطانهم لأن تقنية الإعلام في الخليج تحولت إلى الإعلام الرقمي الذي لا يجيدونه، وبقي بعض من شركاتهم وأسماء العاملين، أما قناة الجزيرة فقد استمرت لأن لها أجندة سياسية بغطاء إعلامي.
لذا استمر من غادروا الخليج من الإعلاميين الردح والأذية والصلافة في بلدانهم بعد عودتهم، ضد أبناء ومنطقة الخليج برغبة الانتقام والابتزاز، فلا غرابة إذا عرفنا أن من كان في الواجهات الإعلامية الخليجية نراه في بلدانهم اليوم من الإعلاميين المتواضعين والمغمورين وربما المهمشين في مشهد القنوات.