د. مساعد بن سعيد آل بخات
Timss هي اختصار لـTrends of the International Mathematics and Science Studies أي «الاتجاهات العالمية في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم».
وقد بدأ تطبيق اختبارات Timss في عام 1995م، بحيث يُعقد بشكل دوري كل أربع سنوات، وتُعده منظمة IEA للوقوف على مستويات طلاب وطالبات الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط في المفاهيم والمواقف التي تعلموها في مادتي العلوم والرياضيات، وقد كان آخر تطبيق لاختبارات Timss في عام 2019م.
وتهدف الاختبارات الدولية لـTimss إلى:
* أولاً: الحصول على بيانات شاملة عن المفاهيم والمواقف التي تعلمها الطلاب والطالبات في مادتي العلوم والرياضيات في الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط.
* ثانياً: متابعة المؤثرات النسبية للتعليم والتعلم في الصف الرابع الابتدائي ومقارنتها مع تلك المؤثرات في الصف الثاني المتوسط، حيث إن مجموعة الطلاب والطالبات الذين يتم اختبارهم في الصف الرابع الابتدائي في دورة ما، يتم اختبارهم في الصف الثاني المتوسط في الدورة التالية.
* ثالثاً: مقارنة تحصيل الطلاب والطالبات في مادتي العلوم والرياضيات في أنظمة تربوية متباينة في خلفياتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
* رابعاً: الوصول إلى أهم وأفضل الوسائل المؤدية إلى تعليم أفضل، وذلك عبر مقارنة نتائج الاختبارات لدولة ما مع نتائج دول أخرى متقدمة في سياق السياسات والنظم التعليمية المطبقة التي تؤدي إلى معدلات تحصيل عالية لدى الطلاب والطالبات.
وقد أظهرت نتائج اختبارات Timss لعام 2019م للطلاب والطالبات السعوديين في مادتي العلوم والرياضيات كما يأتي:
* أولاً: تحسن نتائج طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي في مادة العلوم بمقدار 12 درجة، حيث كانت نتائجهم في عام 2015م 390 درجة، في حين أصبحت نتائجهم في عام 2019م 402 درجة.
* ثانياً: تحسن نتائج طلاب وطالبات الصف الثاني متوسط في مادة العلوم بمقدار 35 درجة، حيث كانت نتائجهم في عام 2015م 396 درجة، في حين أصبحت نتائجهم في عام 2019م 431 درجة.
* ثالثاً: تحسن نتائج طلاب وطالبات الصف الرابع الابتدائي في مادة الرياضيات بمقدار 15 درجة، حيث كانت نتائجهم في عام 2015م 383 درجة، في حين أصبحت نتائجهم في عام 2019م 398 درجة.
* رابعاً: تحسن نتائج طلاب وطالبات الصف الثاني متوسط في مادة العلوم بمقدار 26 درجة، حيث كانت نتائجهم في عام 2015م 368 درجة، في حين أصبحت نتائجهم في عام 2019م 394 درجة.
ومن اللافت للانتباه بأنَّ نتائج اختبارات Timss في عام 2019م أظهرت تفوق الطالبات على الطلاب في تحصيل الدرجات،كما يأتي:
* أولاً: في مادة الرياضيات، الطالبات 412، والطلاب 385.
* ثانياً: في مادة العلوم، الطالبات 434، والطلاب 373.
مما يوحي بأنَّ الطالبات أكثر جدية في طلب العلم من الطلاب، والذي يترتب عليه في المستقبل أحقية الطالبات في الحصول على الوظائف بنسبة أكثر من الطلاب لأنهنَّ يمتلكنَّ تحصيل أعلى للدرجات مقارنةً بتحصيل درجات الطلاب.
ومن آثار نتائج اختبارات Timss أنْ أقرت وزارة التعليم زيادة عدد الحصص الدراسية لمادتي العلوم والرياضيات لتحسين نواتج الطلاب والطالبات في اختبارات Timss المقبلة.
ولي في ذلك رأي آخر بحكم أنني قريب من الميدان التعليمي بعملي كمعلم لمادة العلوم، وبحكم قُربي من الطلاب أيضاً مما يجعلني مُطلِّعاً على المعوقات التي تواجههم، لذا أقترح ما يأتي:
* أولاً: عدد حصص مادة الرياضيات في المرحلة المتوسطة خمس حصص دراسية أي: بمعدل حصة دراسية كل يوم، وعدد حصص مادة العلوم في المرحلة المتوسطة أربع حصص دراسية أي: أنَّ المعلم:ة يشرح للطالب:ة أربعة أيام من أصل خمسة أيام دراسية.
* ثانياً: إنَّ عدد الحصص الدراسية لمادتي الرياضيات والعلوم كافٍ، ولا يتطلب الأمر منا زيادة عدد حصصهما الدراسية، حتى وإنْ كان ذلك الأمر يُعد حلاً من وجهة نظر مسؤولي وزارة التعليم لرفع مستوى الطلاب والطالبات في اختبارات التيمز إلا أنَّ فيه مشقة وتعباً على الطلاب والطالبات، وزيادة في أنصبة الحصص الأسبوعية للمعلمين والمعلمات.
* ثالثاً: آمل تقليل حجم المنهج الدراسي لمادتي العلوم والرياضيات، لأنَّ بهما كماً كبيراً من المعلومات القيمة التي يصعب على الطلاب والطالبات استيعابها، فالأصل التركيز على الكيف وليس الكم، خصوصاً أنَّ الفصول الدراسية في مدارس التعليم العام الحكومية مكتظة بأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، فقد نجد فصلاً به 35 طالباً وطالبة، وفصلاً آخر به 45 طالباً وطالبة، ونحو ذلك، فكيف للمعلمين والمعلمات أن يجيبوا عن استفسارات الطلاب والطالبات في المنهج الدراسي خلال فترة زمنية 45 دقيقة يتخللها الشرح وتنويع الاستراتيجيات والتحضير والأنشطة.. إلخ. ولنأخذ مثالاً على ذلك: كتاب العلوم بالصف الثاني متوسط يبلغ عدد صفحاته نحو 220 صفحة في الفصل الدراسي الواحد! أي بمجموع أكثر من 400 صفحة في الفصلين الدراسيين! فكيف للطلاب والطالبات استيعاب وفهم الدروس بشكلٍ مركز هنا!.
* رابعاً: إلحاق معلمي ومعلمات مادتي العلوم والرياضيات في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ببرامج تدريبية تختص بأهم الاستراتيجيات الفعالة لتدريس الطلاب والطالبات بما يضمن حسن استيعابهم وفهمهم للدروس.
* خامساً: تنويع استراتيجيات التدريس بما ينمي المهارات العليا في مثلث بلوم (التقويم، التحليل، الإبداع) لدى الطلاب والطالبات لأنَّ لها دوراً كبيراً في تحسين جودة المخرجات.
* سادساً: تمكين معلمي ومعلمات مادتي العلوم والرياضيات المتميزين من المشاركة في تصميم المناهج الدراسية للطلاب والطالبات، بحكم قربهم منهم ومعرفة المواضيع المناسبة لشرحها لهم.
* سابعاً: التأكد من توفر أدوات للتجارب في مادتي العلوم والرياضيات، فهناك بعض المدارس التي تُعاني من نقص توفر أدوات للتجارب تتناسب مع المناهج الدراسية المطورة، وكما قيل: قل لي وسأنسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسأتعلم.