أ.د.عثمان بن صالح العامر
في اعتقادي الجازم الذي لا يتزعزع قيد أنملة إن أي شخص ما زال يشكك في لقاح كورونا سواء في جلساته الخاصة أو من خلال بعث مقاطع وأحاديث مصوَّرة لمختصين أو لمشاهير قديمة كانت أو حديثة ونشرها عبر حساباته الشخصية فهو كان وما زال وسيظل مصفداً -للأسف الشديد - بنظرية المؤامرة من أخمص قدميه إلى مفرق رأسه، تجاوز في اعتقاده بها حدود الزمان والمكان والحال، لتصل بنا معه الأمور إلى قعر الدار، وفي أدق أمر يعيشه العالم اليوم ألا وهو جائحة كوفيد19 (كورونا)، ولذلك على من كان هذا حاله أن (يلمس رأسه أهو عليه أم لا). وحتى يدرك حجم الخطورة عليه أن يجيب:
- هل من المعقول أن تكون أنت - مهما بلغت من المهارات والأفكار والمناصب والأموال، وقل ما شئت - أهم من شخص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين الذي تقدَّم بكل ثقة وشجاعة وأخذ اللقاح، والكل تناقل هذا المشهد الرائع لسيدي لحظة أخذه اللقاح. رجل يخطِّط.
- ثم هل من المعقول أن تدفع دولتك التي ترعاك -بعد الله- منذ كنت نطفة في الرحم صحياً، وتعلمك مجانياً، وتعدّك لمستقبلها ومستقبلك وتعتبرك ثروة وطنية غالية، بل ترعى حتى مخالفي أنظمتها زمن الجائحة، هل من المنطق أن تبذل الأموال الطائلة لشركات أدوية خارجية، من أجل أن تضرك وتؤذيك؟!
- وشركة فايزر الألمانية ذات الصيت العالمي، بتاريخها وعلمائها، بمختبراتها وأبحاثها، بمعاملها ورجالاتها، هل من المنطق أن تضحي بكل هذا وتضرب بمصالحها الاقتصادية المستقبلية من أجل أن تقتلك؟!
- فضلاً عن الفريق العلمي الطبي السعودي المختص التابع لوزارة الصحة الذي يسهر ليل نهار، يدرس ويقارن، يفحص ويسجّل الملاحظات ويضرب أسوأ الاحتمالات قبل أن يقرِّر بين الخيارات، وهو طبعاً فريق سعودي، عربي، مسلم، يعلم خطورة ما سيقرّره في ميزان الله أن يوضح للمواطنين والمقيمين سلامة هذا اللقاح على صحة الإنسان بواسطة وسائل الإعلام بأكثر مما فعل.
- ثم أنت من أنت الذي تحاول جاهداً أن تقول ما يُشاع بلا وعي ولا دراية وبصيرة، هل أنت طبيب مختص بالأوبئة أو باحث متبحر في الأدوية أو عالم فذ في اللقاحات أو حتى تعرف اسم الشركات العالمية المنافسة في صنع اللقاح؟
- إن أي منزع للتشكيك هو بصدق ضربٌ في وطنية الإنسان واتهام لصدق بيعته، إذ كان من الواجب أن يفخر كل مواطن سعودي بوطن كان سباقاً لتوفير اللقاح له بالمجان محبةً وحرصاً على سلامته، حفظ الله البلاد والعباد، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.