سهوب بغدادي
حثنا الدين الحنيف على التمسك بالأخلاقيات الفاضلة من أهمها مكارم الأخلاق باختلاف معانيها من الرحمة، والكرم والصدق واحترام الكبير. فيما تعمل هذه الأخلاقيات والآداب على حفظ الحقوق وتوطيد وتأصيل العلاقات بين الأفراد، ومن أبرز ذلك تمسك والتزام الصغير باحترام الكبير، وعدم الاعتداء عليهم قولا و فعلا، كذلك قد أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم باحترام الأكبر سنا، كما جاء في الحديث الشريف (ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرَنا، ويرحَم صغيرَنا).
من هذا السياق، أعرج في المقال اليوم على بعض الألقاب التي تحفظ وتستخدم لتوقير الأكبر سنا كـ(حاج، حاجة، عم، خالة، أمي) وقد تبدو مقبولة أو جميلة للبعض، إلا أن البعض الآخر قد يجدها مسيئة. على سبيل المثال أخبرني موظف أجنبي الجنسية أنه غير سعيد بتاتاً بسبب لفت انتباهه أو ندائه باسم «محمد» إذ يقول «لي اسم فلم يتعمدون تسميتي بغيره، في حين أرى أنه من المنطقي أن ننادي الأشخاص «بعبدالله» باعتبارنا جميعا عبادا له سبحانه. ومن ناحية النساء، فقالت لي امرأة إن العديد من الأشخاص ينادونها «يا خالة»، إذ لا تتقبل هذا الأمر لأنها ليست كبيرة في السن، مما تسبب في جرح مشاعرها مراراً. قد تكون مبالغة من قبل البعض، إلا أن الناس أجناس ومذاهب، كما تختلف مدى حساسية الأشخاص وتقبلهم للأمور. فضلا عن اختلاف المجتمعات والثقافات المحلية في بلد ما عن الآخر. فالأجدر أن يتم استخدام ألفاظ مسالمة أكثر سلمية و مثلا (أستاذة، أختي، سيدة) وقس على ذلك.
قد تكون كلمة ولكن لها وقع كبير في نفوس البعض. لذا تعمل على تقارب الناس وحفظ العلاقات الطيبة ووحدتهم، والحد من انتشار الخلافات بإذن الله. الكلام معجزة الإنسان، صحيح أن الصمت حكمة، لكن الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فأحسنوا الغراس لتنالوا ثماركم لاحقاً.