خالد الربيعان
الميزانية الأخيرة للسيد الألماني الكبير جدًّا «بايرن ميونخ» منذ أيام على السنة المالية الأخيرة 2020، التي كانت صعبة، خرج بها بنحو 10 ملايين يورو صافية! فما الحال بباقي الأندية في أوروبا؟.. في العالم؟.. في السعودية؟.. لا تترك القهوة وتبتئس.. لكن ما أود الإشارة إليه أن جميع القطاعات -ليس الرياضة فقط- تعاني، والدول نفسها تعاني.. وجدًّا.. منذ بداية هذا الفيروس «المريب».
لكن كل شيء يمرُّ عن الرياضة فهو شيء بالنسبة لي ولك وللآخر.. في هذه الأيام تحديدًا مهم.. ربما تكون أكثر أهمية من ذي قبل.. يبحث المرء عن أي شيء يخرجه من واقعه الصعب ولو لفترة زمنية قليلة، الكرة أحد هذه «المسكنات».. وبنيتها الأساسية هي الأندية، التي عانت بدورها جدًّا الفترة الأخيرة، ليس ماليًّا فقط، بل حتى على مستوى الأفراد.. عندنا مباراة السيتي وإيفرتون الأخيرة مثلاً تأجلت لإصابات عديدة في النادي السماوي.
على المستوى الجمالي، لا جماهير، تشعر ببعض الكآبة ربما، لكن الناس تتعلق بأي شيء هذه الفترة. المباراة، كرة القدم، حركة، نشاط، حياة؛ لذلك هي مهمة، خاصة في وقت الأزمات، ربما تشعرك وتشعر المشاهدين بأن الأمور عادية، على ما يرام بشكل ما، أثر نفسي ومعنوي، خاصة إذا نظرنا لجانب التعليقات والمناوشات الجميلة والاهتمام بالبرامج والسوشيال ميديا.
زاوية أخرى، الاقتصاد الرياضي، الدول الآن تهتم به جدًّا لمداخيل مالية للدول نفسها.. حالة دوري الأبطال، وأكثر من 200 مليون يورو للبطل: معناها أموال تدخل لخزانة دولة هذا النادي.. في ظروف صعبة.. حكومة مدريد لو فاز الريال بدوري الأبطال، الكيانات الحكومية المالكة للأندية الأوروبية الكبرى، السيتي وبايرن وغيرهما؛ لذلك لا غرابة من الاهتمام الملكي هنا بصناعة الرياضة السعودية، وبشكل مركَّز منذ عام 2016، وقت إطلاق رؤية التحول الوطني. الفعاليات والقرارات كثيرة، مثل دعم الأندية، وتغيير هوية دوري المحترفين، والاهتمام جدًّا بجانب البث التلفزيوني، وإنشاء شبكة وطنية خاصة. لم يمر وقت طويل حتى كان أحد ممثلي السعودية على منصة تتويج دوري الأبطال الآسيوي، ثم وجوده في أكبر بطولة لأندية العالم.
منذ أيام أيضًا تواصل هذا الاهتمام برعاية ملكية للمؤتمر الدولي لـ»حوكمة» الأندية، وتعزيز نزاهتها. جلسات فيها مناقشات للوضع الحالي تحت إشراف وزارة الرياضة ومعهد إعداد القادة السعودي. عمل السنة كاملة منذ 2019 وقت إطلاق مبادرة الحوكمة عصف ذهني مع كوادر أجنبية قوية في هذا المجال بدول ناجحة في صناعة الرياضة.
الحوكمة، تلك الكلمة صعبة الفهم، لكنها تعني حزمة من القرارات والإجراءات التي تطبَّق على منظومة الرياضة بشكل مركّز أكثر على الأندية: تؤدي لتنظيم مالي في ظل ظروف صعبة، مراقبة الإنفاق، لتلافي ظواهر مثل تكديس النجوم والصفقات التي بلا فائدة، القضايا الخارجية بالفيفا التي وصلت في وقت من الأوقات لـ200 قضية، الديون، وغيرها من المشكلات.. التي كانت تعترض سير صناعة الرياضة السعودية.
هذا الرجل
أحد أهداف الحوكمة: إعادة الهيكلة الإدارية أو «تحسين البنية التحتية الإدارية» للأندية. كل إدارة تعمل في النهاية وفق خطة.. تحت مظلة الإدارة، ترحل فيكمل غيرها الخطة نفسها.. «مؤسسات لا أفراد».. الرجل الواحد المستحيل الذي يدير ويدعم ويتعاقد مع اللاعب، ويدافع عن القضية بالفيفا، ويجلس على الدكة بالمباريات بجانب المدير الفني! ظاهرة اختفت تقريبًا الفترة الأخيرة، وهذا للمصلحة العامة.. وأولهم هذا الرجل نفسه.
الاهتمام بإدارات التسويق الرياضي والاستثمار.. لضمان استقلالية الدخل بعيدًا عن الدعم؛ إذ إن العناصر مثل (القميص، المدرج، التذكرة، عقد الرعاية، المتجر، البث.. وغيرها) هي مصادر دخل الأندية.. كما نرى منذ عقود.. في مؤسسات كبرى.