إعداد - محمد المرزوقي:
صدر للكاتب والصحفي سام الغُباري، كتاب بعنوان «صنعاء قبل قليل»، صادر في طبعة أولى 2020م، عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر، في اثنتين وثلاثمئة صفحة، جاءت في سياق الكتابة عن الأزمة التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق، وما تشهده تداعياتها تبعاً لتمرد ميليشيا الحوثي على الشرعية اليمنية، والدور الوظيفي لعصاباتها تنفيذاً للأجندة والأطماع الإيرانية.. حيث جاءت مقالات الكتاب في مضمار (مقالات الحرب)، التي واكب من خلالها الغُباري تداعيات ومستجدات الأحداث على خارطة اليمن الشقيق، بمختلف المستويات، وعبر العديد من الشرفات التي وثقها في هذا الكتاب، لتكون أيضاً شرفات يطل من خلالها القارئ اليمني خاصة، والعربي عامة على التمرد الحوثي.
أما مقدمة الكتاب، فقد سطر فضاءاتها سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية، الذي دونه تحت عنوان: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر»، الذي استهله قائلاً: ما أن يرد اسم صنعاء - المدينة اليمنية التاريخية - في ذاكرة الإنسان، وبالأخص من كان قد زار هذه المدينة، أو قرأ عنها، فإنه سيكون في حالة انبهار بتاريخها، بطراز معمارها القديم، حيث الزخارف بأشكالها المختلفة، في المساجد، والأسواق، والمدارس، والأسوار، والحمامات.. بل وفي كل ما تشهده العين سواء في مبانيها الموغلة في القدم، أو تلك المباني الحديثة التي تحاكي القديم.
ومضى الأستاذ المالك في سياق تقديمه للإصدار، مضيفاً: لقد أصاب صنعاء، بمآذنها الشاهقة، وقبابها البيضاء الناصعة، وأسواقها القديمة، ومبانيها الأثرية، ما أصابها من أضرار بالغة بسبب الحروب والصراعات المتكررة، فلم يصمد سورها، ولم يبق من أبوابها إلا باب اليمن، بل إن كثيراً من سكانها هجروا دورهم، ما دعا اليونسكو إلى الشروع في حملة دولية لصيانة المدينة، لما أصابها من أضرار؛ (مردفاً) الأستاذ المالك قوله: هذه إطلالة سريعة على صنعاء عن بعد، اعتمدت فيها كمصادر على قراءات أفادتني، وأعادني إليها طلب الزميل سام الغُباري لأكتب هذه المقدمة عن كتابه «صنعاء قبل قليل»، الذي جمع فيه مجموعة من مقالات عن الوضع المأساوي في اليمن، كان قد نشر معظمها في صحيفة «الجزيرة» السعودية، وبعضها الآخر في صحف أخرى، إثر قيام مليشيا الحوثي باحتلال العاصمة، والتمدد على عدد من المدن الأخرى في اليمن الشقيق.
وعن «صنعاء قبل قليل»، وصفها الأستاذ خالد المالك، بدءاً بالعنوان، قائلاً: عنوان الكتاب جذاب ومثير، يغري لقراءة موضوعاته، ويشد الانتباه إلى محتواه، ويترك القارئ في موقف المتأمل، والمنتظر لما سيجده في مضمونه، وهناك من سيعتقد أنه أصبح على موعد مع ما يتوجس منه، الخائف مما سيقوله مؤلف الكتاب، فأطياف المجتمع اليمني ليست على وفاق، لا يجمعها وحدة الهدف، انتماءاتهم وتوجهاتهم وأجنداتهم متباينة، وتتغير بين عشية وضحاها! وصنعاء قبل قليل، كما هي صنعاء بعد قليل! في التوجهات والانتماءات!
وقد ضمَّن الغباري كتابه عشرات المقالات، التي نطالع منها: لماذا صنعاء؟، هود وحيداً وسبأ مجرة درب، الجنون كوظيفة!، واضح كالشمس، الهدف مكة وليس القدس، رسالة إلى النعمي، القتل من أجل صرخة!، رحلة أمير الدين، الحقيقة التي نسيناها عمداً، رسالة في تويتر، همجية القرود، رمضان بلا دولة، خطر المليشيات العميقة، السبتمبريون غاضبون، القفز شمالاً، لا تخشوهم، اللحظات الأخيرة، كيف خسر الحوثيون!.