اللغة العربية تتميز بما حظيت به من أفصح العرب وأبلغ الكتب. وهذا يشهد بسمو مكانتها فلم تعد أي حاجة إلى مزيد من بيان أهميتها وقيمتها. وهي لا تزال تبقى لغة حيَّة منذ نشأتها في العهد الجاهلي ونضجها في العهد الإسلامي. فقد قطعت مسيرة طويلة أصيبت خلالها بالصعود والهبوط إلا أنها تمكنت من استمرارها واستقرارها مع ظروف قاسية زلزلت كيانها.
هذا وهي لغة الحضارة العريقة. وكذلك اندرجت ضمن اللغات الأكثر انتشاراً على وجه الأرض. وإن اليوم العالمي للغة العربية من أبرز المظاهر الثقافية للاحتفاء بها. ومن الواقع أنها ليست أقل من شقيقاتها في العالم فناً وثراءً. فقد خرجت من جزيرة العرب وما يجاورها من العراق وبلاد الشام واليمن (منطقة غرب آسيا) وشقت طريقها إلى وادي النيل وما حوله من بلدان (منطقة شمال إفريقيا) حتى امتدت وتوطدت جذورها في دول غير عربية مثل شبه القارة الهندية عن طريق التواصل الحضاري والتبادل الثقافي والتفاعل الفكري بين المجتمعين العربي والهندي عبر ممارسة الدعوة والتجارة والغزوة والثقافة منذ قرون. وفي الهند فحسبها مع الموارد البشرية البسيطة، تتوافر مئات من المؤسسات الثقافية أهلية كانت أو حكومية تعتني بتعليم اللغة العربية وآدابها قديماً وحديثاً على جميع المستويات منذ الابتدائية حتى الدكتوراه مع مجلات عربية تنشرها بشكل مواظب. ومن أبرز هذه المؤسسات المدارس والجامعات والكليات وخصوصاً في أترابراديش ودلهي وجنوب البلاد وشرقها وغربها. وذلك لما تواصل من تكثيف جهود متفانية في نشر شبكة الدعوة الإسلامية والثقافة العربية في الهند عبر العصور.
** **
- حسان أنور