تحقيق - خالد سليمان العطاالله:
يقال (من رحم الألم تولد الإنجازات)، وهذا ما ترجمته وزارة التعليم في فترة وجيزة، فأزمة كورونا التي حلت بالعالم أجمع لم تمنع التعليم، ولم تقطع حبل التواصل بين المعلم والطالب، حيث خرجت (منصة مدرستي) لتقول للجميع (أنا هُنا، فلنكمل المشوار، ونُعد الجيل الذي سيجعل بلادنا تحقق أرقاماً نحلم بها في 2030 بإذن الله).
فعند حلول الجائحة توقع الكثيرون أن تؤجل الدراسة كما هو حال التعليم عند نزول الأمطار، وقدوم الغبار، وتقلب الأجواء عموماً، فالطالب والمعلم في إجازة حتى تزول الظروف !!!
ولكن كان لا بُد من حل لإنهاء هذه الأزمة، فأطلقت وزارة التعليم (منصة مدرستي) حاملة لكل الحلول، ومنهية لكل المشاكل، واضعة صحة المعلم والطالب أولاً فعاد التعليم، وعاد الطالب لمقاعد الدراسة (عن بُعد)، فشاهدنا التفاعل والانسجام بين المعلم والطالب عبر المنصة، ومن ثم وبعد نجاح التجربة أعلن معالي وزير التعليم د.حمد آل الشيخ أنّ مشروع منصة مدرستي مشروع وطني مستمر ليس لمرحلة مؤقتة، مشيراً إلى أن التعليم المدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بُعد سيكون ذا أهمية في المرحلة المقبلة، عادّاً التعليم -عن بُعد- خياراً إستراتيجياً للمستقبل، مما يتطلب استمرار العمل على تطويره، وتبني ثقافة التغيير داخل المجتمع للتعامل مع البيئة التعليمية الإلكترونية دون ربطها بالأحداث أو الأزمات. من هنا أحببنا أن نبحر في هذا التحقيق لنرى ردود الفعل، والأصداء، لنطلع على الإيجابيات والسلبيات، لنشاهد الانطباعات والتعليقات من قبل المسؤولين والكادر التعليمي وأولياء الأمور وكذلك الطلاب، وكذلك رأي الطب حيال هذا الموضوع.
مدير تعليم الزلفي: منصة مدرستي مشروع وطني رائع أولته الدولة اهتمامها وترجمته وزارة التعليم لواقع نفتخر به
ذكر مدير تعليم الزلفي الأستاذ محمد الطريقي بأن منصة مدرستي مشروع وطني رائع أولته الدولة - أعزها الله - اهتمامها، ويأتي ذلك من دعمها اللامحدود لقطاع التعليم وحرصها على سلامة الطلبة، وبمتابعة من معالي وزير التعليم ومعالي النائب حيث أثبتت فاعليتها نظير ما تقدمه من خدمات تعليمية متميزة ومحتوى رقمي إلكتروني إثرائي وأنشطة متنوعة بما يضمن استمرار العملية التعليمية.
مشرف الحاسب الآلي بتعليم الزلفي: المنصة تدعم تحقيق المهارات والقيم والمعارف للطلاب بيسر وسهولة
كما أكد مشرف الحاسب الآلي بتعليم الزلفي، ومقدم الدورات التعريفية بالمنصة الأستاذ عبدالعزيز الذويخ أن رحلتنا التعليمية استمرت عبر منصة مدرستي كنظام إدارة تعلم إلكتروني، والتي تضم العديد من الأدوات التعليمية الإلكترونية التي تدعم عمليات التعليم والتعلم، وتسهم في تحقيق الأهداف التعليمية للمناهج والمقررات. كما تدعم تحقيق المهارات والقيم والمعارف للطلاب والطالبات بيسر وسهولة لتتواءم مع المتطلبات الرقمية للحاضر والمستقبل في خدمة الجميع..
قائد مدرسة البخاري: (منصة مدرستي) امتدت صلتها لأفراد المجتمع فانغمسوا بالتقنية
تحدث قائد مدرسة البخاري الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الحمادي قائلاً: لا شيء يدفع الإنسان إلى الابتكار والإبداع أكثر من «الضرورة» و»الحاجة»، ومن ذلك جاء المثل الشهير: «الحاجة أم الاختراع»!، فعندما جاءت أزمة كورونا لم يكن قد دار في خلد كثير من أفراد المجتمع بأنهم سينغمسون بالتقنية إلى ذلك الحد الذي اضطرتهم إليه الجائحة، وهذا ما ينطبق على التعليم وعلى (منصة مدرستي) تحديداً، فمنصة مدرستي ليست حكراً على الطالب والمعلم ومنسوبي المدارس فقط؛ بل امتدت صلتها المباشرة إلى جميع أفراد المجتمع بلا استثناء، فعلّمت الكثيرين مالم يكونوا يعلمون من أسرار التقنية وطرق الاتصال المبتكرة ووسائل التعلم عن بُعد.
الكادر التعليمي: الجائحة حملت تحدياً كبيراً كسبته وزارة التعليم
أكد المعلم الأستاذ هلال البهلال من مدرسة البخاري أن جائحة كورونا حملت تحدياً كبيراً لأنظمة التعليم لمعرفة قدرة تلك الأنظمة في إدارة الأزمة ومدى توفر الخطط البديلة، وقد أثبت تعليمنا - ولله الحمد - كفاءة عالية في التعامل مع الأزمة ساعد في ذلك توفر حس المسؤولية بأهمية الحفاظ على سلامة الطالب مع استمرار تعلمه وذلك بتوفير قنوات متعددة ومنصات إلكترونية تعليمية تفاعلية متنوعة أسهمت في استمرار عملية التعليم لدى المتعلم وحصوله على مبتغاه بيسر وسهولة.
من جانبه قال المعلم الأستاذ عبدالله المحمود من مدرسة الأمير سلطان إن المنصة تقدم جديداً في التعليم وتطوراً ومواكبة للتقنية، وما يميزها سهولة استخدامها بحيث يتمكن الكل من التعايش معها، وهذا ما شاهدناه على أرض الواقع.
وأخيراً شارك الأستاذ عبدالله الموسى من مدرسة المحمدية بهذه المشاركة: إن منصة مدرستي أثبتت أن وزارة التعليم كانت على قدر المسؤولية فكان حضورها جميلاً وفاعلاً من خلال المنصة، ولاقت تفاعلاً كبيراً، ونجاحاً لافتاً، تمنيت أن تقتصر على الحصص الضرورية لكي يتم الاستفادة من هذه المواد بأكبر قدر ممكن وكذلك اختصار زمن المنصة لعدم ملل الطلاب وإرهاق الأسر.
أولياء الأمور: المنصة أدهشتنا بسرعة التأقلم وما يعيبها هو بطء الإنترنت وطول زمنها
في البداية يقول أحد رواد التقنية بتعليم الزلفي سابقاً الأستاذ عبدالعزيز الفراج: إنني الآن كولي أمر أرى المنصة تجربة تعليمية جديدة استطاعت بسهولة نظامها التعليمي تأقلم المعلم والطالب معها بشكل جيد، وهذا جعلها تفي بمتطلبات العملية التعليمية، وما يعيبها فقط هو بطء الإنترنت.
كما أوضح م. فالح الفالح أنه في بداية الجائحة والتباعد الاجتماعي تبين للعموم إيجابيات التعليم عن بُعد من خلال منصة مدرستي التي نقلت التعليم نقلة نوعية، وأحدثت إيصالاً للمعلومة بأقل المخاطر، وتخلل البداية بعض الملاحظات التي قامت الوزارة مشكورة بتصحيحها، ولذلك برأيي أن التعليم أكثر فعالية ونجاحاً للمتوسط والثانوي من الابتدائي لصعوبة المتابعة لأكثر من طالب في البيت في نفس الوقت وأرى أن وقت الدراسة للابتدائي يحتاج إلى مرونة أكبر.
ويرى الأستاذ سامي بن خليف العيد أن المنصة تتميز بسهولة الاستخدام وبساطة التواصل بين المعلم والطالب، وإمكانية التعويض، وكذلك تعويد الطالب على استخدام التقنية بشكل مثالي ومفيد.
وأكد الأستاذ سلطان الحمده أن ما ينقص المنصة هو الاندماج مع الطلاب وهذا شيء مهم في العملية التعليمية، وكذلك عدم حذف المناهج غير المهمة.
الطلاب: المنصة جعلتنا نتعلم بلا تشويش ذهني والطالب يتعلم بجدية بجوار والديه
يرى الطالب أيوب الدويش من ثانوية طيبة أن الدراسة عن بُعد أفضل من الدراسة عن قُرب (من وجهة نظره)، وذلك أن الطالب يأخذ راحته بالتركيز مع شرح المعلم، وكذلك بُعد الطلاب المُشغلين عن الدراسة ويكون الطالب خالياً من التشويش الذهني، وأيضاً أن الطالب الصغير يكون بالقرب من والديه حيث أنه يكون أكثر جديةً في الدراسة.
كما أن للطالب فارس الملحم من متوسطة علي بن أبي طالب رأي حيث يقول: المنصة اختصرت الوقت، ولم تدع للتأجيل مجالاً، ولكن يعيبها فقط عدم معرفة الفروق الفردية بين الطلاب، وافتقاد التواصل البصري مع المعلم.
وقال الطالب خالد الطريقي من ثانوية طيبة: لاشك أن تجربة التعليم عن بُعد خيار إستراتيجي جدير بالتطبيق الكلي عند الحاجة والظروف الطارئة وإذا زالت الظروف فالتطبيق جزئي.
ووجهة نظر الطالب رائد الهزاني من مدرسة تحفيظ القرآن أن منصة مدرستي تعليم إلكتروني عن بُعد ناجح صممته وزارة التعليم، وسهل الاستخدام، ويمكن القول إن بعض الحصص تكون مدتها طويلة نوعاً ما، فبعضها يكفيه 35 دقيقة وبعضها أكثر.
رأي الطب: هل النظر للكمبيوتر لفترات طويلة يضر بالعينين ويضعفها ؟
ترى الجمعية السعودية لطب العيون بجامعة الملك سعود عدم إنهاك العينين بالجلوس طويلاً خلف شاشات الكمبيوتر وبتركيز شديد حيث يحصل قلة رمش العين وبالتالي عدم توزع الطبقة الدمعية بانتظام، مما يحدث حرارة وإحمراراً في العين، ولذلك فإن الاستخدام الأمثل للأجهزة لا يضر بالعين، ويجب أن تكون شاشة الكمبيوتر على مستوى أقل من مستوى العين بحوالي 60 درجة.
هل هناك خطر على رقبة مستخدميه بشكل غير صحي ؟
بالنسبة لخطورته على الرقبة والعمود الفقري نورد دراسة نشرتها صحيفة «ذي سباين جورنال» الطبية، تحذر من «رقبة الهاتف المحمول»، وحسب الدراسة فإن بعض المرضى من صغار السن يشكون من مشاكل بالفقرات العليا والغضاريف، في سن لا يفترض أن يصابوا بها خلاله، وأوصت الدراسة بتغيير وضعية الهاتف عند استخدامه، بحيث يصبح أمام الوجه لا أسفله، وأيضاً بالإمساك به بكلتا اليدين بدلاً من يد واحدة.