فهد المطيويع
في اعتقادي إن الهلال خسر الكلاسيكو الآسيوي بالتعادل بسبب تخبطات مدربه الذي خانه التوفيق في وضع التشكيلة المناسبة لهذا اللقاء، مع أنني أعتبر هذا التخبط إحدى شطحات رزفان التي يتحفنا بها من وقت لآخر. الاتحاد تحسّن كثيرًا، ولكن ليس لدرجة أنه يفوز على الهلال أو يتعادل معه، ولكن كان لمدرب الهلال (والتحكيم) رأي آخر في الموضوع.
أكثر ما تخشاه الجماهير الهلالية أن يكون تعادل هذا الكلاسيكو بداية الهبوط، والتخلي عن الصدارة بعد أن أصبح الفارق بينهم وبين الأهلي نقطة واحدة. والسؤال: هل سيتخلى الهلال في قادم الأيام عن الصدارة بسبب الاستمرار في نزيف النقاط؟ ومع إيماني بأن (ليالي العيد تبان من عصاريها) نقول إن الهلال حاليًا يعيش أزمة انخفاض مستوى بعد أن تشبع لاعبوه ومدربهم من كل شيء، ولم يعد هناك ما يغريهم على العطاء. وهذه طبيعة البشر.
نعم، هناك إصابات وغيابات.. وهذا أمر طبيعي يمر على كل الأندية، ولكن هذا لا يبرر نزيف النقاط، ولا هذا الهبوط، ولا تدهور المستوى الذي أصبح مؤشرًا على بداية الانحدار. ولن أبالغ لو قلت إن الجماهير الهلالية تتوقع الأسوأ إذا لم يتم تدارك الموضوع قبل فوات الأوان.
على أرض الواقع، الهلال يلعب ناقصًا في أكثر المباريات التي يخوضها في الدوري؛ إذ يصاب لاعب أو لاعبان، وأحيانا ثلاثة لاعبين، لا يقدمون العطاء ولا المستوى في بعض المباريات، ويصابون بـ(داء) انخفاض المستوى، ودون مقدمات، بذريعة أن هذا اللاعب أو ذاك لم يكن في يومه!
وهنا أتساءل: عن أي احتراف يتحدثون؟ حاليًا قوميز يعيش في أسوأ أحواله الفنية بعد أن أصبح عالة على الفريق، ومع ذلك ما زال يمثل الفريق في كل المباريات! والسؤال: هل يعلم قوميز أن الجماهير الهلالية غير سعيدة بما يقدمه من مستويات؟ أوصلوا رسالة الجمهور يا إدارة الهلال لقوميز؛ لعل ذلك يحفزه على بذل المزيد من الجهد في المباريات القادمة.
خربين أيضًا لم يعد بوسعه تقديم أي شيء، ومع ذلك ما زال المدرب يفرضه على التشكيلة على حساب الآخرين!!
ولا أنسى سالم الذي أصابه ما أصابهم بعد أن كان (قوة) الهلال وسلاحه الفعال. أيضًا سلمان الفرج حبة فوق وحبة تحت.. وللأسف يتحسن أداء لاعب ويغيب آخر، وهكذا دواليك.
في اعتقادي إن مباراة الكلاسيكو أفادت مدرب الهلال كثيرًا، وكذلك الإدارة؛ إذ إنها أثبتت بشكل قاطع أن الوضع يسير في الاتجاه المعاكس. وهذا الأمر حتمًا لن يأخذ الهلال بعيدًا هذا الموسم، خاصة بعد الخروج من بطولة كأس الملك على يد الفتح، وهزيمة الوحدة في الدوري.
على أية حال، موضوع دعم الفريق بمهاجم أصبح حاجة ملحة، وليس ترفًا في ظل الانخفاض الحالي لأداء هجوم الهلال.
في الختام أقول لإدارة الهلال: تحدثوا مع مدربكم، ومع لاعبيكم، ذكّروهم بأنهم محترفون، لهم مثل ما عليهم، وأن هناك جماهير تنتظر منهم الكثير.
نقاط متفرقة
تنتظر جماهير النصر الصدمة بعد رحيل فيتوريا، وتنتظر أن ينهض الفريق ويخرج سليمًا معافى من المراكز المتأخرة. وحالنا كحالهم؛ ننتظر هذا النهوض مع أني أجزم أن فيتوريا ليس كل المشكلة؛ القصة باختصار تكمن في قلة خبرة الإدارة التي استغلها الجميع، إضافة إلى أن الفريق بحاجة لقائد داخل الملعب، (والتوسط) لدى أعضاء الشرف بتخفيف الضغط عن الإدارة والجهاز الفني.
عمومًا، نحن بانتظار المشروع الثاني هذا الموسم بعد فشل المشروع الأول وأصحابه.
تحول الوسط الإعلامي الرياضي إلى حلبة صراع بيزنطي لمناقشة مواضيع لا تسمن ولا تغني ولا تثري الوسط الرياضي بأي شيء مفيد. وفي اعتقادي، المستفيد الأكبر من الموضوع هم بعض الإعلاميين ممن تفرغوا (لدق الحنك)، وصناعة الإثارة المفتعلة. ألم يحن الوقت للخروج من دائرة الهلال والنصر، وسامي وماجد والأسطورة والتحكم..؟ نحن بانتظار مَن يعلق الجرس لاجتثاث هذا السخف وهذا التسطيح.