د. صالح بكر الطيار
عشنا في مركز الدراسات العربي الأوربي لحظات الإنجاز ونحن نحتفل بمرور ثلاثين عاماً على إنشائه وقد عايشت ولادة هذا الصرح رغم التحديات والعوائق الكبيرة التي جاهدت كثيراً أنا وزملائي المؤسسون من بلدان عربية وعالمية يمثِّلون عضويات المركز ومجلس إداراته في سبيل إقامة هذا الكيان الذي أنشئ في وقت كان فيه العديد من التحولات الكبيرة في كل أرجاء العالم بعد حرب الخليج..
وقد عملنا ليلاً ونهاراً في سبيل إقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل الكبيرة والتي كنت من خلالها أركِّز على دراسة التحديات التي تحيط بالعالم واستقراء ما سيأتي من تحولات في عالم الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها..
وكنت دائماً ما أراهن أن ما يتم وضعه من توصيات ونتائج كان سيتحول إلى واقع نظراً لأن الدراسات والبحوث وأوراق العمل التي طُرحت في اجتماعات المركز ووصلت إلى كل أنحاء العالم كانت نابعة من مشاركة عالمية في دراسة الأحداث وأيضاً الاعتماد على التخصص والخبرة والمهنية من خلال فرق عمل من الخبراء والمختصين عملت بكفاءة في سبيل دراسة ما يحيط بالعالم من مشكلات مختلفة تخص الإنسان والبيئة والأمن والاقتصاد والتعليم والصحة. وقد رأيت أن كل ما تم طرحه أصبح واقعاً معيشاً وتألمت أن العديد من الدول لم تنظر إلى جرس الإنذار وتوصيات المركز نظرة ثاقبة تجعلها تتجاوز أزماتها وتقترب من المركز في حين أن دولاً عديدة في الاتحاد الأوروبي الذي يدعم المركز سنوياً قد استفادت من الدراسات المطروحة ووظفت التوصيات في سبيل مواجهة العديد من المشكلات المختلفة وللعرب حضور من خلال المشاركات ومباركة العديد من قادة العرب لما يقوم به المركز إلا أن المأمول أكثر من خلال الاعتماد على المركز في العديد من التحليلات والموضوعات التي تخص العالم العربي والشرق الأوسط وغيرها، ونحن نؤكد أن المؤسسات الخارجية غير الحكومية والتي تعد مؤسسات مجتمع مدني تسهم بفاعلية في دراسة القضايا التي تخص العالم لأنه لا وصاية عليها فيما تطرح وأيضاً تقوم بالدراسات من وجهة نظر محايدة وعبر قنوات تعتمد على الكفاءة المهنية والفكر المنهجي.. لذا أرى أن تجربة مركز الدراسات العربي الأوروبي كانت ناجحة ومميزة ومنفردة بعد ثلاثة عقود من العمل الدؤوب الذي كان مشاركاً فيه المركز بفاعلية في كل القضايا سواء الإقليمية أو العالمية ووضع التصورات الواضحة والخطوط العريضة لعدد من القضايا والأحداث والتي تحولت من آراء مكتوبة وجلسات في الندوات إلى واقع عاشه العالم، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ومتعدِّدة وماضون بكل فخر واعتزاز في تقديم الأفضل دوماً ودراسة كل ما يخص العالم ويعود على الإنسان بالخير وأرجو أن يكون كل ما قدمته قد أسهمت فيه في نفع وطني وأمتنا العربية والإسلامية وافتخر كوني السعودي الذي يرأس هذا المركز وأمثِّل فيه وطني الحبيب المملكة العربية السعودية وأعد نفسي في بلاد الغربة سفير سلام ووئام ومعرفة وثقافة موظفاً دراستي وخبرتي وجهدي في سبيل نفع الآخرين والمضي قدماً إلى تحقيق كل الأهداف التي أسس هذا المركز العملاق من أجلها..