سهوب بغدادي
عام استثنائي مر على العالم بتفشي جائحة كورونا، فالله الحمد من قبل ومن بعد، على أمور عديدة من أهمها الصحة والعافية، ونعمة الوطن الذي يبذل الجهود الحثيثة لحماية من على أرضه. ابتداء من بداية الجائحة وتمتع المملكة بوفرة المنتجات الطبية الوقائية والوفرة الغذائية خاصة في شهر رمضان المبارك، وصولاً إلى احتواء الحالات بشكل استباقي لنعود إلى حياتنا الطبيعة بعد فترة دون تكرار فرض منع التجول كما حدث في العديد من الدول التي فرضت الحظر أكثر من مرة. فضلاً عن توفير المملكة اللقاح الذي تم توفيره للجميع على حد سواء دون تكلفة وبشكل سريع. أيضاً، كان من أبرز المبادرات اللافتة قيام سمو ولي العهد -حفظه الله- بأخذ الجرعة الأولى من لقاح كورونا، الأمر الذي كان له التأثير الكبير في نفوس الجميع، فبحسب تغريدة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة التي قال فيها «الساعة التي تلت نشر خبر تلقي سمو ولي العهد للجرعة الأولى من لقاح كورونا، ارتفع معدل التسجيل لتلقي اللقاح خمسة أضعاف عن الساعات السابقة. وارتفع عدد المطعمين ثلاث أضعاف المعدل اليومي. الشكر والامتنان لسموه على مبادرته المؤثرة وحرصه ومتابعته لتوفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين». بإذن الله تعالى سنتخطى الأزمة بفضله جل جلاه ثم بالوعي والالتزام بالإجراءات اللازمة من قبل الجهات الموصى بها. أما بعد، لنترك كل شيء مضى ونركز على إحساسك تجاه عام 2020، فكيف تصف هذه السنة؟ سنة النكبة! السنة الضائعة! سنة الحجر! تمر كل هذه المسميات على مسامعنا، فهل كانت 2020 كذلك؟ نعم ولا، فالأمر بكل بساطة نسبي، فقد نتفاجأ بأن عدداً كبيراً من الأشخاص يصفونها بسنة التغيير، أو سنة سقوط الأقنعة، أو سنة الامتنان والدفء، أو سنة الانطلاق، والكثير من الصفات الإيجابية بناء على التجربة التي أيقظت شيئاً دفيناً وحركته من مكانه، بل عملت على إزاحته. فالنعم تدوم بشكرها مصداقاً لقوله جل في علاه {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} وهذا وعد رباني بزيادة النعم في حال شكرها، في الوقت الذي يتسم فعل شكر الله على نعمه بالسهولة، إلا الامتنان والشكر عادة تتطلب مجاهدة النفس مراراً لنفي المستجدات والمنغصات واستحضار النعم وشكر الله عليها، إذ قال تعالى {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}، فالحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. ولنجعل 2020 انطلاقه نحو عام جديد مليء بالإنازات المجتمعية والأسرية والمهنية إلى اللا نهاية.