فهد بن جليد
حسبتها (بالقلم والمسطرة) كما يُقال، فوجدتُ أنَّ رحلة تلقي (لقاح كوفيد - 19) داخل مركز التطعيم بالرياض تستغرق ما بين (دقيقتين) إلى (أربع دقائق)، مُنذ لحظة دخولك المركز حتى خروجك، دون احتساب وقت التنظيم الدقيق لدخول السيارة وتوجيهك إلى المواقف المُتاحة، وركوب عربات الجولف لنقل (كبار السن) إلى المبنى عند الحاجة، أو الجلوس على الكراسي المُتحركة لمن لا يستطيعون المشي بالداخل، ودون احتساب الاستراحة القصيرة التي تستغرق (15 دقيقة) بعد تلقي اللقاح للاطمئنان على صحتك قبل الإذن لك بالمُغادرة، أنا أتحدث فقط عن رحلة وإجراءات دخولك (منطقة التطعيم) حتى الخروج منها.
ترفع رأسك فخراً عندما تجد أبناء وبنات البلد هم من يديرون خلية النحل الضخمة هذه، بكل مهنية وإتقان، كل شيء دقيق يتحرك مثل عقارب الساعة تماماً، الاستقبال - الفرز البصري - التأكد من الموعد إلكترونياً ومطابقة هوية الشخص - تحديد رقم العيادة بالداخل - الانتظار لحين طلبك - مرافقتك في الممر لتسليمك لمُمرض آخر - إعطاؤك المطعون بكل سهولة وسرعة دون ألم - المغادرة مع بوابة أخرى للمحافظ على التباعد - الانتظار - تنظيم العودة مرَّة أخرى للسيارة - الإذن لك بالمُغادرة مصحوباً برعاية الله، لا تفرقه لجنس، ولا لجنسية، ولا لون، ولا مكانة، كل من يحمل موعداً للتطعيم، يمنح القيمة اللازمة، يعامل كشخصية لها أهميتها وحقها في الحصول على الخدمة والرعاية والمطعون مجاناً، هذه السعودية؛ وهذا تعاملها الراقي مع الإنسان بالأهمية التي يستحقها.
كل الشكر والدعاء والثناء يستحقه العاملون في وزارة الصحة على العموم، والعاملين في هذا المركز على الخصوص؛ لأنَّهم بحق يعكسون صورة مُشرِّفة عن بلادنا وما تبذله من أجل خدمة الإنسان ورعايته، في انتظار افتتاح المزيد من المراكز المشابهة في كل مناطق المملكة، بعد مركزي (الرياض وجدة) اللذين يعملان بانتظام وانسيابية رغم تزايد أعداد المُسجلين، منحنا الله جميعاً الصحة والسلامة.
وعلى دروب الخير نلتقي.