خالد بن حمد المالك
ونحن على موعد قريب مع انعقاد القمة الخليجية في الرياض لا بد من الإشارة إلى ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من علاقات وثيقة ووطيدة (لا نجدها في غيره) مع اخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث له الكثير من الأدوار القيادية والتاريخية التي قام بها لحفظ كيان المجلس، وصون أمته، والذود عن مكتسباته.
* *
فالمملكة لها الدور الأكبر في دعم منظومة مجلس التعاون، ومسيرة العمل المشترك من خلاله، وكانت قائدة للكثير من المشاريع الاستراتيجية، إسهامًا منها في حماية شعوب دول المجلس من أي تقلبات تضر بأمنه واستقراره، ولعلنا نتذكر رؤية الملك سلمان في عام 2015م الرامية إلى تحقيق التكامل المنشود لدول المجلس أمنيًا وسياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
* *
ومنذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في البلاد، حرص على زيارات دول المجلس، والالتقاء بقادتها وشعوبها، مما يؤكد حرصه الكبير على التواصل والتفاهم والتنسيق مع إخوانه قادة دول المجلس، خدمة لمصلحة شعوب الكيان الخليجي، وتعزيز روابط الأخوة بين المملكة وبقية دول المجلس.
* *
ومع كل خلاف أو تباين في وجهات النظر بين أي دولة من دول المجلس وبقية أعضاء المجلس، كان الملك سلمان حاضرًا بمواقفه الدائمة، وتوجيهاته الحثيثة والمستمرة، لحل الخلاف، ضمن إطار حرصه على تقوية العلاقات بين حكومات وشعوب المنظومة الخليجية، وهو ما انعكس على تذويب مثل هذه الخلافات، وحصرها في أضيق نطاق.
* *
نضيف إلى ذلك، وكتأكيد على توجه خادم الحرمين الشريفين إلى تأصيل القيمة الحقيقية في التشاور لخدمة مصالح دولنا وشعوبنا، وحرصه على مبدأ التشاور والتنسيق والتفاهم الدائم مع دول المجلس دون استثناء، بدليل استقبالاته المستمرة ودون توقف للمسؤولين الخليجيين لتنسيق المواقف في مواجهة أهم التحديات والتهديدات الإقليمية.
* *
وغير خافٍ أن أي خلافات بين أي من الأطراف رغم حرص خادم الحرمين الشريفين على تطويقها، فهي في المقابل فرصة لأطراف إقليمية لتفكيك الوحدة الخليجية، ومحاولة التوسع والتوغل داخل حدود دولنا، باتجاه تحقيق أطماعها التوسعية، مستغلة أي خلافات للبدء في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية.
* *
ورسالتنا إلى قادتنا أمام هذه التحديات، أن يستفيدوا من تجارب الماضي، بكل مرارتها، وأخذ الدروس والعبر منها، والانتقال إلى مرحلة جديدة من العلاقات ضمن إطار قيم ومظلة مجلس التعاون، بما يعزز ويوحد الكلمة والسياسة الخليجية، بعيدًا عن أي تصرف أو ممارسة أو اجتهاد يخل بالمنظومة الخليجية، ويعطي لأعدائنا الفرصة للإضرار بمصالحنا.
* *
ومن الطبيعي أمام أي خلافات، فإن أحدًا من الأطراف لن تكون له مكاسب من ذلك، وأي دولة تغرد خارج سرب المجلس الخليجي، ستكون منفردة، ولن تحصد إلا الخسارة، وبالتالي ستكون في حالة ضعف وهوان، ومغرية لأطماع وتدخل الدول الأخرى، ما يجعلنا نؤمل مع انعقاد اجتماع القادة بالرياض خيرًا كثيرًا يتجاوز كل المعوقات والتحديات والخلافات، باتجاه الواقع الجديد الذي ننتظره.