د.عبدالعزيز الجار الله
لكل مجتمع خصائص يتميز بها كل مجتمع عن الآخر، وهي خصائص ليست مطلقة، وإنما متفاوتة جوانب عن أخرى، يتميز مجتمعنا السعودي بالانضباطية بشكل عام، يظهر ذلك في أزمة كورونا من سلوك المواطنين وغير المواطنين في التقيد بالكمامة والتباعد وعدم التجمعات، يخدمنا في هذا الإطار اتساع مساحة المملكة، وكثرة المدن والقرى والهجر والتجمعات السكانية الصغير، ويبرر الانضباطية انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا عافانا الله وإياكم من الإصابات، يضاف للانضباطية الإجراءات القوية والحازمة من الحكومة في تطبيق الاحترازات، لكن في الشكل العام يتسم مجتمعنا بالانضباطية في تطبيق التعليمات واللوائح.
المجتمع السعودي بما فيه غير المواطنين لا يتعمدون كثيرا كسر الأنظمة أو تخطيها وتجاوزها، لذا انخفضت مستويات الإصابة، وهذا لا يعني أن الجميع التزم بالتعليمات فهناك عائلات تهاونت وأفرطت بالتمادي مستمرة على نسقها في الاجتماعات العائلية، وحضور المناسبات، وبالتالي هي إما دفعت الثمن غاليا أو مازالت تدفع الثمن، وهنا الخطورة أن يجازف الشخص بنفسه وأولاده ويعرضهم لخطر الإصابات.
الجميع في صف المجتمعات والعائلات التي التزمت بالانضباطية التي قررت الدولة، وتطبيقه سلوكا شخصيا داخل المنزل وفِي الشارع والعمل، كبار السن يقللون من تواجدهم خارج المنزل، وإيقاف بعض الأنشطة غير الضرورية، والشباب والشابات تقع عليهم مسؤولية عدم نقل الفيروس إلى المنزل كأن يحضره من الشارع والتسوق والاستراحات والزيارات الخاصة.
كورونا ليس فيروسا عابرا وإجمالا الفيروسات الخطيرة استوطنت الكرة الأرضية، تتكرر في ظهورها وتتحور، بعضها يصيب البشر، وآخر يصيب الحيوانات، وثالثا ينتقل من الحيوان إلى البشر، وقد نعيش على التطعيمات الموسمية مثل تطعيم الإنفلونزا الموسمية، فالعالم يحضر إلى مرحلة جديدة من حروب الفيروسات والتطعيمات المضادة لها، وسوف تزيد مراكز الأبحاث والمعاهد العلمية والتخصصات المعنية بالأوبئة والفيروسات وبخاصة التي تصيب الأجهزة التنفسية العلوية للبشر لأنها سريعة الانتشار وتفتك بالبشرية، ويتوقع أن تتحول سريعا بعض الجامعات إلى جامعات بحثية، والمستشفيات إلى مراكز أبحاث لمواجهة الأوبئة والجائحات.