د. صالح بن سعد اللحيدان
تعتبر المذكرات أو الاعترافات أو حياتي أو سيرتي أو ما شابه ذلك من ذكريات وتاريخ للحياة في هذه الحياة من سطور التاريخ، تكتبها ويكتبها أناس مختلفون عبر هذه الحياة. وقد وجدت في الكثير منها مبالغة وزيادات، ووجدت فيها تهويلاً ومواقف لا تتكئ على الصحيح عند الفحص وتحليل نفسية وقدرات المؤلف الذي يحكي حيلة حياته كلها، أو أعماله ومواقفه ونشاطاته ومشاركته هنا وهناك. ومثل هذا من يرون أخبار وسير وحياة أناس آخرين، فهذا مثل ذاك على وجه قريب.
ولست ضد مثل هذا؛ فهذا شيء جيد حتى يستفيد اللاحق من التجارب والحكم، ولكن بشيء من خلفية قوية قديرة على حياة ومواقف كل من كتب عن نفسه أو كتب عنه آخرون.
لن أذكر كتاباً بعينه من مثل هذا أو ذاك؛ فليس هذا سبيلي، ولكن يمكن أن نعرف الشخص الذي كتب عن نفسه، أو قد كُتب عنه من خلال مصادر كثيرة ومراجع أكثر. يمكن ذلك وهذا يكون من خلال:
1 - تتبع آثاره جيداً.
2 - ما كتب عنه في كتب أخرى.
3 - أصول تربيته وعلاقاته.
4 - مشاركاته بعامة.
5 - سيرته البعيدة من المخالفين له.
6 - آرائه/ أصحابه/ وولده مثلاً.
7 - جهوده التي له أو عليه.
8 - أسراره التي يمكن الكشف عنها ممن زامله أو صاحبه.
9 - وأخيراً هل له بصمة من البصمات التي يمكن بسببها أن يكتب عن نفسه أو يكتب عنه.
وإنما أقصد بالبصمة التجديد السبقي مثلاً؛ ذلك أن التجديد السبقي أو النوعي في أي مجال من مجالات الحياة هذا قد يبرهن قليلاً على أهليته ليكتب عن نفسه، أو يكتب عنه بحال من الحالات. ولكي نطبق الصفة الأخيرة على من تمت الكتابة عنه نحاول قراءة:
1 - تذكرة الحفاظ/ للذهبي.
2 - هذي الساري/ لابن حجر.
3 - ابن تيمية/ للبيطار.
4 - الإمام محمد بن عبدالوهاب/ لابن طامي.
5 - الرافعي/ محمد بن سعيد العريان.
ومثال عمن كتب عن نفسه مع ضرورة الروح النقدية الشفافة فإن من يكتب عن نفسه قد يرى ما لا يراه الآخرون، مثل:
1 - مذكرات تشرش.
2 - أنا / للعقاد.
3 - حياتي/ لأحمد أمين.
فهذا وذاك مثلان قائمان على ما أردت ذكره في هذا الباب.
فإذا وُهب القارئ الحصافة والدقة، والروح الجيدة الفاعلة، ودقة الموازنة، وحساسية الفهم المركز العميق، حينئذ يستطيع أن يتبين له الغثُ من السمين مما بين يديه.
والقارئ بهذا يستطيع أن يستفيد من التجارب والمواقف، ولاسيما إذا وُهب عقلاً حراً، وروحاً نزيهة، ونفساً جيدة، وقلباً سليماً، ووهب طموحاً واضحاً بعيداً عن التكلف والتقول والحسد، وإنما يكون سبيله الخير والإضافات النافعة التي لعله لم يسبق إليها.
ولعل خير أو من خير ما يكون سبيله الصواب في مثل هذا هو الصدق مع النفس ومصارحتها أبداً، والتحرر من التقليد والإعجاب بهذا أو ذاك، أو التصنع أو التملق.
وخير قاعدة في هذا ما ورد في نص صحيح، حسبك به من قاعدة على شاكلة قرأها الأولون والآخرون، دونها الناس في لمرسٍ خالدٍ مبين (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه). ومثل هذا - ولا جرم - هو السبيل على شارق قائم لا يزول بحث سليم مهيب.
وإنما ذكرت هنا بعض الكتب لعلها تكون دليلاً عن المثالين. ولا يخرم هذا قولي أني لن: (أذكر....) فإنما الشاهد إنما يكون بذكر القليل ولو على الإيضاح والتوضيح، ولا معارضة بين شيء من كل هذا المذكور والمتروك على حد سواء ولا محيص.
بريد الجمعة
أ/ محمد بن زيد بن علي خيري الودعاني/ اليمن
اليمن سُمي اليمن لكونه يمين الكعبة، يقع جنوباً منها. أما رسول أهل اليمن فهو: (هود) صلى الله تعالى عليه وسلم.
فلعلك تعود إلى سورة هود في (ابن جرير الطبري) و(ابن كثير) في التفسير. ويهود اليمن نزحوا من الشمال لجزيرة العرب قديمًا، وجاؤوا لعلهم من: (بلاد الروم). أما (عدي بن حاتم) فهو من قبيلة (طي). نعم أسلم - رضي الله تعالى عنه - ودعا قومه إلى ذلك بعد هذا، ووالده (حاتم) المعروف في الجاهلية بالكرم والنجدة وكريم الأخلاق.