من كل شيء في حياتي أنت أعلاه.. في مقدمة حُلم، وإتقان واقع، وزمام أمور..
تعتليني الظروف وتعتليها.. وتخوضني الأفكار وتقودها..
يحتاج المرء منا إلى وسيلة ما حتى يشعر أنه في المكان المناسب والوقت الصحيح.. والوضع المجدي.
يحتاج إلى أن يكون على الأقل راضياً عن نفسه متزناً ومقتدراً وممكناً..
يحتاج إلى أن ألا يشعر بالاحتياج وذلك لا يكون إلا بهذه الوسيلة؛ التي تُغني وتكفي وتُقنع بأن لا شيء يتعدى هذا الوجود الموجود معه.
فلا يقتني أُخرى ولا يبحث ولا حتى يتمنى..
وغالباً ما تكون هذه الوسيلة شخصاً قد أصابتهُ بركة الرضا، ولين القول، وسماحة القلب، ونضج العقل، والثبوت الذي لا يمكن انتشاله.
ننقص من جهة وتكتمل أخرى.. ونتآكل من زاوية وتُرمم أخرى..
وهكذا يمر بنا الوقت بين هدم وعزم ووجع وسلامة..
فمهما كان لك من حظ الدُنيا صُحبة وأقراب إلا أنك تقتصر على ذلك الـ «فقط».
دون مقارنة أو تبرير.
يضع لك النقاط على الظروف.
ويحيك لك ثياب الثبات ويلبسُك الأمان صوفاً.
ثم يريك أماكن الفواصل، ونقاط النهاية، وعدد السطور، وكم المسافة؛ يحسب لك الخسائر، ويعزِّز لك ما كسبت، ويعيش معك كل هذا عرضاً ونوراً..
عالق في سمعك وفي بصرك وفي مساحات يدك..
عالق وليس موجود وحسب.
خامدة كانت هي نفسي؛ بذورها بُذرت، وأرضها حُرثت لكن شمسها كانت شمساً باردة لا تفيد في النموّ وغيمها كان غيماً محتقناً لا يهطل.
الاحتياج لا يُخلق معنا الاحتياج يأتي بنا حسب ما نعيش ونتعايش وهذا ما كان لك.
«صهوة» كنت لها لا أحد غيرك.
اختيارات السيادة تأتي بنفسها لا يد لنا في من يعلو ويسيد.
نحنُ أفئدة وضعت لها الأجساد، ولسنا أجساداً بداخلها الأفئدة؛ فلتكن لها قادةً يحسنون قيادتها.
** **
- شروق سعد العبدان