مها محمد الشريف
يميل علماء الفيزياء إلى الأخذ بالمبدأ القائل: هذه هي الأحوال الآن، فما الذي يحدث بعد ذلك، سوى الأخذ بالأسباب ومجاراة الواقع فالضباب حجب رؤية الأشياء، والأضواء خفتت فليس هناك سوى ألوان متداخلة غير واضحة الملامح، تسرق فرحة الأعياد ويتعثر معها سكون الشتاء بعدما تصدرت كورونا المشهد في أوروبا، وبات الواقع مشدوهاً يكافح من جديد، لا يكاد الوقت يمضي حتى تحول الضوء إلى شبه عتمة يخشاه العالم، فقد عاش الجميع الغرق في رثاء الذات من الربان الأعمى في مرحلة الإغلاق الماضية، وها هي المرحلة تعود بعد عزل بريطانيا.
في الأزمنة المضطربة تتغير الأشياء والأحوال، وتظل مواجهة الحقيقة هي الأهم، من هنا انتهي المآل إلى حظر دول أوروبية دخول المسافرين من بريطانيا وإليها، بعدما أعلنت حكومتها عن سلالة جديدة من فيروس كورونا المتحول أشد عدوى و»خرجت الأمور عن السيطرة»، وعلقت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا وإيرلندا الرحلات الجوية وسبل سفر أخرى. لكن طبيعة الإجراءات تباينت بين هذه الدول، بعد انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا بوتيرة سريعة في لندن وجنوب شرقي إنجلترا.
ذكريات ليست بعيدة تحولت بسرعة إلى ظلام مع بداية الشتاء حيث ارتفعت الأمواج تحت قارب الحياة وارتفع مؤشر الحذر وتصدرت الإجراءات الاستباقية والاحترازات قائمة الأولويات وقررت المملكة، تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين إلا في حالات استثنائية مؤقتاً لمدة أسبوع، قابلة للتمديد.
بعدما أكدت وزارة الداخلية أنه بناء على ما رفعته وزارة الصحة عن انتشار نوع جديد من فيروس كورونا المستجد في عدد من الدول، وحتى تتضح معلومات طبية عن طبيعة هذا الفيروس، ورغبة في اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحة العامة للمواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم، قررت حكومة المملكة اتخاذ إجراءات احترازية، بتعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين إلا في الحالات الاستثنائية مؤقتاً لمدة أسبوع، قابلة للتمديد أسبوعاً آخر، ما عدا الرحلات الأجنبية الموجودة حالياً في أراضي المملكة، فيسمح لها بالمغادرة، وكذلك الحال كما قررت المملكة، تعليق الدخول إلى البلاد عبر المنافذ البرية والبحرية.
تلك القوة وذلك النور الباهر الذي يحيط بنا من كل اتجاه في مملكتنا ويشعرنا بالرعاية والعناية الفائقة التي أنقذت الآلاف من هذه الجائحة في السعودية ووفرت لنا كل السبل للعيش الكريم، فكل الحكايات تروى كاملة ووحدة قياس الأشياء صالحة للاستخدام فالناس لا يتغيرون أبداً فقط هي الأساليب التي تتغير، أما البشرية فلا. تظل دائما قريبة من الحياة المستقرة بأحلامها الكبيرة وآمالها الطموحة في ظل حكومة رشيدة تبذل مجهودا كبيرا لينهض العالم مجدداً من هذه الجائحة.