عبدالله عبدالرحمن الغيهب
كثيرًا ما نرى أشخاصًا يتذمرون ويشتكون من الحياة وقسوتها، وأنهم ليسوا سعداء كغيرهم ممن يملكون المال ونسوا أن هذا ليس المقياس الوحيد للسعادة، فهناك الكثير من الأمور التي تملكها أنت ويفتقدها الآخرون كالعافية والأمن، فغيرك ابتلي بمرض أرقه أو بعاهة أقعدته وأنت معافى في بدنك وولدك وأهلك وتذكر حديث من أمسى آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.
الحزن الذي تجده في نفسك نتيجة المقارنة بمن يملك المال أنت صنعته لنفسك، فلا تحزن لأنك لا تملك المال كغيرك، ولا تحزن لدعاء لم يتحقق فقد يندفع عنك من البلاء ما هو خير لك وأنت لا تعلم.
ولا تحزن لأن أحد أبنائك لم يُحقق مستوى دراسيًا، أو ينجح في اختبار القياس وابحث له عن مجال هو يرغب فيه وشجعه دون أن تظهر أمامه ندمك لعدم دخوله تخصص كذا وكذا.
لا تحزن لفوات فرصة لم تغتنمها كشراء بيت أو مزرعة أو سيارة، فلربما ترزق بأفضل من ذلك.
فالمؤمن وعده الله بالنجاح والفلاح في قوله تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة يونس آية: 62)
وللدكتور عائض القرني أقوال وردت في كتابه لا تحزن منها: الحزن المستمر يؤدي إلى مرض الاكتئاب.
انس الماضي بما فيه، فالاهتمام بما مضى وانتهى حمق وجنون، ويقول لا تحزن ولك ِدِيْنْ تعتقده وخير تأكله وماء تشربه وثوب تلبسه.
ويقول الشاعر إيليا أبو ماضي:
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِماً وَتَبيتُ في
وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما
الحزن يجعل صاحبه مهموماً فلا ينعم براحة، تجده في تفكير دائم، فكن متفائلاً وبعيداً عن الأحزان تعش سعيداً.