د. عبدالرحمن الشلاش
بعد ماراثون شهور وصل لقاح كورونا إلى السعودية كأول الدول التي تحصل عليه وتقدّمه لمواطنيها والمقيمين على أرضها مجاناً ودون مقابل ما يدل على اهتمام حكومة المملكة بصحة الإنسان مهما كانت جنسيته يكفي أنه يعيش على أرضها، كما أن الحرص كبير لمحاربة الفايروس والقضاء عليه. ومن مظاهر الاهتمام منح ميزانية مفتوحة للصحة. هذا أمر رائع ومفرح لكن المطلوب تفاعل المواطنين والمقيمين بأخذ اللقاح أو على الأقل أن يكف البعض عن التخذيل ونشر الشائعات الكاذبة وتخويف الناس، وهذا للأسف يحدث من أشخاص لا علاقة لهم مطلقاً بالطب ولا يفهمون شيئاً عن اللقاح وتركيبته ومدى فاعليته وآثاره، مع أنه جرّب ولم تستورده الوزارة إلا بعد أن تأكدت من نجاعته وأنه الخيار الأنسب من بين كافة أنواع اللقاحات الأخرى.
لم يجبر أحد حتى اللحظة على أخذ التطعيمات وهذا أمر إيجابي جداً، ووضعت خطة لإعطاء اللقاح بدءاً بكبار السن ومن لديهم مشاكل صحية ومن يستدعي الأمر المبادرة بأخذ التطعيمات اللازمة في خطة زمنية محكمة. تقدّم الجموع معالي وزير الصحة الدكتور الشهم توفيق الربيعة وأخذ اللقاح في خطوة شجاعة جداً، فالقادة دائماً في المقدمة وهو ما عبَّر عنه موقف الوزير ليؤكِّد للجميع أن اللقاح -بإذن الله - فعَّال ومفيد وبالتالي لا داعي للقلق أو التردد وخصوصاً أن اللقاح سيؤدي إلى تحجيم الحالات إلى أن تصل إلى نقطة الصفر.
اللقاح وصل بعد جهود كبيرة جداً من وزارة الصحة لجلبه لتكون من أوائل الدول كالعادة وهو أمر غير مستغرب؛ فالسعودية تمد يدها دائماً لمساعدة غيرها فما بالك بمواطنيها والمقيمين على أرضها.
واللقاح وصل بعد أن بلغت نسبة الشفاء ما يقارب 98 % ، أما أعداد المصابين وقت كتابة هذه المقالة فـ 168 والوفيات تسع حالات فقط والحالات النشطة أقل من ثلاثة آلاف على مستوى جميع مناطق المملكة العربية السعودية وعبر كل مدنها وقراها وأريافها وصحاريها الشاسعة، بمعنى أن هذه الأعداد لا تكاد تذكر أمام عدد السكان البالغ 33 مليوناً وهذا لم يتحقق -بعد توفيق الله - إلا من خلال الجهود المضنية من جميع أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة الصحة.
اللقاح جديد على الناس والإنسان بطبعه عدو لما يجهله وهذا أمر طبيعي جداً، لكن غير الطبيعي وغير المقبول أن ينصت هذا الإنسان العاقل لبعض السطحيين ومروِّجي الشائعات وتجار الأزمات من الفارغين والعاطلين، أو من أصحاب التوجهات والذين لا يرتاحون لأي أمر إيجابي يتحقق لهذا الوطن الذي يمضي بثبات إلى تحقيق رؤيته دون أن يصغي للمرجفين، وشكراً من القلب لكل مواطن لديه ثقة عالية جداً بحكومته وبوطنه دون أن يلتفت لأصوات الناعقين.