عثمان أبوبكر مالي
بعد استقرار إداري قصير افتقده نادي الاتحاد طويلاً، يلحظ المتابع تحسناً في كثير من الأمور التي تتعلق بالنادي عموماً، وفريق كرة القدم بشكل خاص.
ولعل أبرز ما استفاد منه الفريق ـ حتى الآن ـ وكان له تأثير إيجابي الاستقرار على الجهاز الفني البرازيلي بقيادة فابيو كاريلي، الذي بدأت ترتفع مؤخراً أصوات تطالب بتمديد عقده موسماً آخر بداعي الاستقرار، وفي نفس الوقت وعلى النقيض منها ترتفع أصوات تطالب برحيله، خاصة بعد (تخبيصه) الظاهر في مباراة الرائد.
من وجهة نظري كلا المطلبين غير مقبولين، ولا يصبان في مصلحة الفريق، فليس من المنطق المطالبة بالتجديد للمدرب والموسم لم ينتصف بعد، والعمل المطلوب منه لم يكتمل، بل لم يظهر، ولا يمكن تحقيقه أو الوصول وتأكيده من عدمه قبل نهاية الموسم، وليس من العدل أيضاً المناداة بإلغاء عقده قبل نهاية الموسم، بل إن ذلك ضرب من المجازفة، لن يختلف عن مجازفة الاتجاه نحو إقالته؛ الذي كان وشيكاً بعد أول استئناف مباريات الدوري (على إثر جائحة كورونا) الموسم الماضي، وبعد موجة غضب جماهيرية عارمة على إثر هزيمة الفريق في أول مباراتين تعرض لهما أمام أبها والأهلي غير أن (التشاور) ونظام (المسؤولية الاجتماعية) عطلا القرار وبعد انتهاء الموسم ونجاة الفريق ألغي تماماً، خاصة بعد المستويات التي قدمها اللاعبون والنتائج (المقبولة) آخر الموسم.
وجهة نظري أن (الحوار) مع المدرب في هذا التوقيت لتجديد عقده تصرف غير عملي، ولا يعتمد على رؤية الاستقرار المطلوب للفريق من كل النواحي، حتى إن كان وقتياً، أي إلى نهاية الموسم، وهو ما أرجو أن تعتمده الإدارة وأن تستفيد وتتعلم من الأخطاء العديدة المشابهة والسقطات الكبيرة التي وقعت فيها في عامها الأول ونتج عنها (كوارث) دخل بسببها الفريق في (نفق مظلم) ظن الكثيرون إنه لن يخرج منه، عندما صارع على (عدم الهبوط) إلى الدرجة الأولى ولكن (الله سلم).
أحد شواهد الاستفادة من الاستقرار والتعلم من الأخطاء معلومة مفرحة جداً للجماهير الاتحادية، حيث تؤكد المؤشرات استمرار الكابتن أحمد حجازي مع الفريق لموسمين قادمين (إن لم تكن ثلاثة) فالمعلومات تفيد أن بنود عقد الإعارة مع (الهرم) تضمنت (أفضلية) تمديد العقد معه عامين آخرين بعد موافقة الأطراف الثلاثة خاصة ناديه السابق الإنجليزي (ويست بروميتش البيون) حيث ينتهي عقد اللاعب معه عام 2022م ، ثم أيضاً له أفضلية عام ثالث (إذا رغب) دون الرجوع لأي طرف ثالث، أي أن الاتحاد يمكنه إبقاء اللاعب حتى عام (2023م) وهذا قرار عملي جيد سينعكس على أداء اللاعب ومستواه، خاصة إذا حافظ (الهرم) على أدائه ومستواه الحالي وطوره، وسينعكس ذلك عموماً على استقرار الفريق وتقدمه والتوفيق من الله.
كلام مشفر
« بعد نظام (لائحة الكفاءة المالية) التي في المادة 22 من اللائحة الأساسية للأندية الرياضية، تتعلق بـ (المسؤولية القانونية لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي) يصبح الحديث عن إلغاء عقد (لاعب أو مدرب) وسط الموسم أو حتى في آخره (إذا لم ينته) كلاماً فاضياً.
« يوم الخميس بعد المقبل تنتهي مهلة سداد الالتزامات المالية (المستحقة) حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، من أجل الحصول على شهادة (الكفاءة المالية) التي ستمنح للنادي الذي تكون إيراداته متوازنة مع مصروفاته خلال السنة المالية ولن يسمح لمن لا يحصل عليها التسجيل، والشهادة ستقتصر في مرحلتها الأولى على أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
« المعلومات التي تتحدث عن وجود بند أفضلية تمديد عقد (الهرم) مع الاتحاد يستحق عليها المشرف على كرة القدم أحمد كعكي (نائب رئيس النادي) الشكر والتقدير لنجاحه في الوصول إلى ذلك، فهو الذي قاد المفاوضات بشجاعة دون الرجوع لأحد، متحملاً المسؤولية في التوقيت الضيق جداً الذي تمت فيه وتمكنه من ذلك قبل ساعات قليلة من إغلاق فترة التسجيل الصيف الماضي.
« ولا يزال مطلوباً من (أبي عصام) مزيداً من الحضور العملي والتعامل المباشر مع المدرب كاريلي، خاصة في مناقشته حول كثير من قراراته، وتجاوز من يعتقدون أن مناقشته تعني تدخلاً في عمله، مع أن ذلك أمر مطلوب إذا لزم واحتاج العمل ولمصلحة الفريق.. عدم مناقشة المدرب -أي مدرب- خوفاً من أن يقال كذا وكذا هو جبن وضعف عن القيام بواجب مهم وأساسي.