م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. القراءة أداة سحرية لإزالة الفوارق بين أعمار الناس ولإلغاء حدود الزمان والمكان.. القراءة إشراقة وانطلاقة لا مثيل لها.. بالقراءة تغوص في أعماق التاريخ.. وتجالس الحكماء.. وتطوف أرجاء المعمورة.. تعايش إنجازات الحضارة.. وعادات الشعوب.. وتقاليد الأمم.. وخبرات البشرية.. القراءة هي حالة اتصال بالسابقين والمعاصرين.. وهي الوسيلة الأولى للمعرفة والاطلاع على الإبداع بأشكاله وأنواعه وتفرعاته.. فبالقراءة تحيا العقول.. وتستنير الأفئدة.. ويستقيم الفكر.
2. والقراءة في حقيقتها هي قراءات متعدِّدة.. فهناك القراءة الاستكشافية، وقراءة الضبط، والقراءة التحليلية، والقراءة البحثية، والقراءة التأملية، والقراءة السريعة، والقراءة السطحية، والقراءة المركزة، والقراءة النقدية، والقراءة العشوائية، والقراءة المنهجية، والقراءة الغرضية، وقراءة التحقيق.
3. وقد صنف علماء التراث القراءة إلى قراءتين: قراءة اللفظ وقراءة المعنى.. فقراءة اللفظ وظيفتها التحقيق.. أما قراءة المعنى فوظيفتها التأويل.. وقراءة التحقيق غرضها استعادة النص التاريخي.. أما قراءة التأويل فغرضها إنشاء المعنى.
4. كما قسم علماء اللغة قراءة التحقيق إلى أربع قراءات هي: القراءة الاستكشافية: وهي فاتحة القراءات وتكون سريعة غرضها توثيقي تقييمي.. والقراءة النقدية: وهي مواجهة النص ومحاكمته.. وهي قراءة طويلة المدى وتحتاج إلى بذل جهد أكبر.. فهي محاولة لترميم النص وتهذيبه.. وقراءة التكشيف: وهي تحليل النص إلى جزئيات صغيرة تكون بمثابة مفاتيح لذات النص.. وهي عكس قراءة الاستكشاف التي يُنْظَر فيها إلى الصورة العامة إجمالاً.. وقراءة الدراسة: وهي خاتمة القراءات.. فهي قراءة تستخلص النتائج وتَنْظِمها وفق منهج واحد.. بمعنى أنها تعتبر بمثابة تتويج للجهود التي بُذلت في النص.
5. وأخيراً هناك نوع يُسمى القراءة الذكية وهي أحد أشكال القراءة الحديثة.. وترتبط جدواها بتوافر الشروط التالية: اختيار الوقت المناسب للقراءة، واختيار المستوى المناسب لقدرات القارئ العقلية، وتنويع موضوعات الكتب، وأخيراً تحديد الهدف من القراءة.
6. القراءة متعة للنفس، وغذاء للعقل، ونشاط للذاكرة.. أولها هواية.. وأوسطها عادة.. ودوامها غاية.