د.عبدالعزيز الجار الله
اللقاءات السعودية الروسية المستمرة هي مؤشر على تعميق الصلات والروابط لسياسات متجددة بين دولتين تجمعهما مشتركات عدة: الصداقة القديمة، والطاقة وأهمها النفط والغاز ومشتقات النفط، ففِي لقاء يوم السبت الماضي في الرياض باجتماع اللجنة الحكومية المشتركة السعودية - الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني برئاسة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، تأكيد على متانة الروابط بين بلادنا ودولة روسيا التي تميزت بالطاقة والصناعة وهذا الذي تسعى إليه المملكة تفاهمات النفط، والحاجة إلى تطوير الصناعة واستثمار التطور التقني الروسي، كدولة كبرى قريبة من منطقة الشرق الأوسط، ومؤثرة في سياسات المنطقة.
في المؤتمر الإعلامي الذي جمع وزير الطاقة السعودي سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي قال سموه: إن العلاقات السعودية - الروسية فيما يتعلق بالطاقة أقوى من أي وقت مضى. فالأمير عبدالعزيز له سجل معايشات طويلة بالنفط وجميع تفرعات الطاقة، ويعرف جيداً أن المملكة تقوم على مخزون عالي من الخيرات النفطية في شرقي وشمال ووسط المملكة، وأن تعدد مصادر الدخل ينطلق من خلق اتفاقيات وتفاهمات مع الدول المصدرة للنفط والغاز مثل روسيا، وعقد شراكات معها في تطوير الصناعات النفطية والعلمية والتجارية والاقتصادية والتقنية، وهذا شكل من أشكال تعدد مصادر الدخل وتنويع الإنتاج.
ارتباطنا في العديد من جوانب التصنيع مع روسيا، سوف يساهم في دفع برامج الصناعات التي أصبحنا أكثر حاجة إلى التوسع في استثمار مواد الخام من النفط والغاز والمعادن الصلبة لإنتاج سلع نفطية وغير نفطية، وسط عالم أصبح يتسابق على استثمارات موجوداته، ونحن نعيش في منطقة نتشارك مع هذه الدول المتجاورة في طبقات ممتدة حاملة للنفط والغاز والمعادن الأخرى، ونتشارك في تقاسم الحقول في اليابسة، والحقول الاقتصادية في البحار مع الدول المتجاورة في حدودها.
لذا وزارة الطاقة تخوض هذه الفترة مرحلة جديدة من الصناعات التي تساهم في تعدد مصادر الدخل، وتدعم برامج رؤية السعودية 2030 في الانطلاق إلى آفاق جديدة من الإنتاج والاستثمار.