د. عبدالرحمن الشلاش
بعد سلسلة متصلة من الإجراءات الاقتصادية الحكومية من أجل إعادة التوازن بين ما يرد للخزينة وما ينفق، أو المواءمة بين الإيرادات والمصروفات لضبط بعض المصروفات، أو المميزات، ولمحاولة إيجاد مصادر جديدة للدخل أصبح لزاما على أي مواطن أو مقيم على هذه الأرض أن يعيد مرة أخرى تقييم أوضاعه الاقتصادية، موارده ومصروفاته، والتركيز على احتياجاته الأساسية مع البعد قدر الاستطاعة عن مصاريف الفشخرة والنفخة الكذابة.
أصبح من الواجب إعادة النظر والتعقل وعدم التهور والانجراف خلف أي دعايات قد تستهدف جيبه من قبل بعض التجار الجشعين! قد نواجه مثلا دعايات لتسويق بضائع مكدسة أو قديمة يتم عرضها بأسعار مخفضة عن أسعارها الأصلية، أو لمحاولة التجار تحقيق معدلات مرتفعة من السيولة المالية حتى ولو كان الثمن تنزيل الأسعار. أسوأ شيء أن يشتري الشخص أشياء لا يحتاجها حتى تتراكم الحاجات لديه ويضيق بها ثم يسعى للتخلص منها.
من ينهج هذا السلوك تنطبق عليه نظرية عالم الاقتصاد الايطالي باريتو 80-20 حيث تنص على أننا لا نستخدم فعليا من الأشياء التي نقتنيها سوى 20 % أما 80 % فتتحول إلى أشياء ليست ذات قيمة. كي تتأكد من صحة هذه النظرية افتح خزانة الملابس كم يستخدم منها فعلياً؟ ونفس الشيء بقية الخزائن تتكدس فيها كثير من الأشياء الزائدة عن الحاجة بحجة أننا قد نستخدمها في المناسبات وعند قدوم الضيوف لنا.
هذه الثقافة شائعة لدينا بصورة واضحة لذلك يستغلها بعض التجار لأنهم يعرفون ثقافتنا الاستهلاكية الخاطئة، بل أنهم درسوها وركزوا عليها.
لنهدأ ونطمئن فستتكاثر علينا العروض في الأيام المقبلة وربما بشكل أكبر لأن معادلتنا الاقتصادية تغيرت ! كيف ؟ نعم تغيرت حتى لو تراجع مستوى الدخل لدى بعض الأفراد لكن في المقابل حفز ذلك على قلة الإقبال على الشراء وفي المقابل زاد العرض في الوقت الذي مازال الريال يحتفظ فيه بقوته وقد تزيد قيمته في الفترة المقبلة وهذا ما أدى بالتجار لأن يقدموا عروضهم والتي يأتي بعضها كالطعم لصيد قليلي التدبير. مع قلة الوعي نجح بعض التجار في تصريف ما لديهم رغم أن المستهلكين في موقف أقوى بكثير من التجار!
المطلوب في المرحلة القادمة دراسة العروض قبل الإقدام على الشراء كي لا نهدر أموالنا في أشياء لا نحتاجها كما قال السيد باريتو أهم شيء الوعي أمام العروض.