واس - «الجزيرة»:
أكد معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مُدن» الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، أن منظومة الصناعة تعمل على تحسين بيئة القطاع الصناعي، بما يحقق تطلعات ومستهدفات رؤية المملكة 2030 ومنها السعي إلى تعزيز مشاركة المرأة في مسيرة التنمية، وتعزيز إيجاد فرص لوجودها في هذا القطاع الحيوي المهم، مشدداً على أن القطاع يعيش مرحلة ذهبية وتاريخية. جاء ذلك خلال رعايته أمس مؤتمر «سيدات الصناعة 2020» بنسخته الافتراضية، الذي نظمته (مدن) تحت شعار «لأجل اقتصاد صناعي شامل ومستدام»، لمدة يومين في إطار دعم الحكومة الرشيدة المتواصل لتمكين المرأة السعودية بالقطاع الصناعي تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحوّل الوطني 2020 .. وقال معاليه، في كلمته خلال حفل الافتتاح: «يشرفني خدمة المرأة في المملكة لتكون شريكاً حقيقياً في التنمية، ولتسهم بما لديها من أشكال القدرات التي تستطيع من خلالها أن توظفها في هذا القطاع، لتكون مثالاً يُحتذى به، وتجربة ناجحة». وأشار معاليه إلى أن القطاع الصناعي بدأ يتغير بشكل جذري وملفت للنظر مما يفتح مساحة كبيرة ومهمة لعمل المرأة في هذا القطاع، بالشكل الذي يليق بإمكاناتها وقدراتها، وأيضاً يمكّنها من أن تبدع في هذا القطاع، لافتاً النظر إلى أن المرحلة الحالية التي يمر فيها القطاع يمكن تسميتها بالذهبية والتاريخية في عصر الصناعة في المملكة. وأوضح أن الوزارة سعت إلى تهيئة البيئة المناسبة لوجود المرأة في القطاع، خاصة في ظل تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وأتمتة العمل التي ستوفر الكثير من الفرص على مستوى رواد الأعمال، والشابات الشغوفات للفرص الاستثمارية، وحتى على مستوى الفرص الوظيفية النوعية الملائمة والمناسبة لقدرات المرأة. وأضاف أن مصانع اليوم ومصانع المستقبل مختلفة عن المصانع التي كانت في السابق، حيث إنها أكثر قابلية للعمل الإبداعي وليس فقط للعمل الروتيني، خاصة مع انتشار التقنية التي ستحل محل كثير من الأعمال، مشيراً إلى أن منظومة الصناعة تعوّل بشكل كبير على العنصر النسائي، ليكون مصدراً للإبداع والتغيير، والخروج من العمل النمطي في القطاع الصناعي إلى العمل المستقبلي.
وبيّن معاليه أن هذا المؤتمر خطوة مهمة للتواصل مع جميع الشرائح سواء المستثمرين أو الراغبين في الدخول إلى القطاع الصناعي، ونقل التوجهات وما يستجد من إجراءات تعمل عليها منظومة الصناعة، بهدف تحسين بيئة الاستثمار في القطاع، وجعله أكثر جاذبية، إضافة إلى مساهمته في تذليل الكثير من العقبات، وعلى تبني عدد مهم من المبادرات لتسهيل الأعمال في هذا القطاع.
من جهته أكد المدير العام لـ«مدن» المهندس خالد بن محمد السالم، أن مؤتمر «سيدات الصناعة 2020» يمثل منصة استثنائية رائدة تجمع المسؤولين والخبراء والمختصين والمهتمين لمناقشة أفضل السبل لتمكين المرأة بالقطاع الصناعي، وتعزيز دورها الحيوي في الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن رعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، تعد دليلاً ملموساً على إيمانه الراسخ بالدور المتنامي للمرأة السعودية في المجالات كافة، وكذلك تقديره لجهود «مدن» في توفير البيئة المحفزة لعمل السيدات وتشجيعهن على الاستثمار الصناعي وذلك في إطار إستراتيجيتها لتمكين الصناعة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي تماشياً مع رؤية المملكة 2030 ، مشيراً إلى أن العام المقبل 2021 سيشهد إطلاق منتج المصانع الجاهزة الصغيرة بمساحات 200 م² لتمكين الاستثمارات النسائية كتجربة هي الأولى في المملكة وذلك في المدينة الصناعية الأولى بالدمام. وقال «إن تنظيم «مدن» لمؤتمر «سيدات الصناعة 2020» يؤكد دورها الرئيس في تذليل العقبات كافة التي تحول دون مساهمة المرأة في التنمية الصناعية بالشراكة والتكامل مع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص، واستمراراً لجهودها في جذب الاستثمارات النسائية إلى المدن الصناعية التي تشرف عليها وعددها 35 مدينة في جميع أرجاء المملكة.
يذكر أن أجندة المؤتمر ضم عرض فيلم وثائقي بعنوان (سعوديات مُلهمات) ثم ست جلسات علمية متخصصة في تمكين المرأة صناعياً، بمشاركة أكثر من عشرين خبيرة ومتحدثة لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات وطرح الرؤى والحلول العملية القابلة للتطبيق من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بمساهمة نسائية فاعلة.
ويشارك في المؤتمر العديد من المؤسسات الحكومية المعنية بمنظومة الصناعة وكبرى منشآت القطاع الخاص وسيدات ورائدات الأعمال، وكذلك أصحاب القرارات في المؤسسات الصناعية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة والباحثين والأكاديميين في المجالات ذات الصلة للسعي قدماً نحو ابتكار أفضل الحلول والأساليب الممكنة للمرأة صناعياً.