عبده الأسمري
بين الإنسان والمصير «مسافات» مجهولة تبقى في حيز «التخمين» و«استيفاءات» معقولة تظل في متن «التمكين» في ظل دلالات ماضية واستدلالات حاضرة ودلائل مستقبلية.
تحيط بالنفس رياح «التغيير» فتنجذب الذات إلى «أرباح» الثبات فيأتي «السلوك» متأرجحاً بين كفتي «التأثر» و«التأثير» تارة ومترنحاً بين دفتي «الإقدام» و«الإحجام» تارات أخرى فيهيمن «العقل» ويسمو «القلب» وينجبر «الخاطر» ليخرج الإنسان من حالة الشتات إلى مرحلة الإثبات بواقع «التفكير» ووقع «التدبير».
تحل «الأوجاع» وتطل «المواجع» فتختل «الموازين» وتنهار «القوى» فتتربص دوائر السوء بالإنسان وتتبلور مصائر التوجس في الزمان فيطغى الضعف ويسيطر الألم حينها يأتي الفكر منقذاً والعقل منفذاً للخروج من الأزمات فتكون الشخصية بين قطبية حتمية من الارتداد إلى عمق المشاكل أو الرد نحو آفاق الحلول وفي هذا الموقف تتجلى قوة «الذات» وسطوة «الثبات» ما بين عواطف النفس وعواصف البؤس.
الظروف والعوائق والعراقيل والمواقف خلطة ما بين فجائية قدرية أو عشوائية نفسية أو سوداوية ذاتية أو فوضوية شخصية يكون فيها البشر «أطراف» والظروف «مسببات» والصدمات «حتميات» فيحضر «الأنين» في أصداء مختلفة فيكون «عميقاً» داخل النفس أو «رفيقاً» مع الشكوى أو «صامتاً» في الداخل أو «مدوياً» حين التذكر أو «مقيماً» وسط الروح.. أو «خارجاً» حين الاستسلام.
ما بين الهزيمة والعزيمة تدور مصائر البشر أمام «مؤثرات» الحياة.. فالنتيجة متفاوتة ما بين كفاح في مواجهة المصير أو نجاح في مجابهة الظرف أو إحباط أمام العائق أو فشل وسط الابتلاء أو صبر وقت الشدة أو قنوط أثناء المحنة أو صمت حين الصدمة أو ضعف حيث النازلة لتأتي «النجاة» كمنحة ربانية لمن كانت ذاته «قوية» أمام الفجائع و«عتية» وسط الوقائع تحت عنوان «الأيمان» وتفاصيل «الأمان»..
تأتي المتاعب في رداء «عبرة» وتتوالى المصاعب في دواء «اعتبار» فيعرف الإنسان من خلالهما قيمته الأساسية ومقاومته المحددة تحت سقف «قدرات» بشرية لا تتجاوز حدود «عقله» ولا تتعدى مستوى «قوته» فيظل في إطارات محددة من معركة تحتمل اجتياز حواجز الآلام وتجاوز عقبات الأحزان أو السقوط في قعر القنوط والانحدار إلى أقبية الاندحار.
ينكص الإنسان دوماً إلى طفولته بحثا عن «أمان» ماضي و«ماض» آمن متشبثاً باللوذ نحو مواقف «الفرح» في خطواته الأولى وإلى مواطن «التفوق» في مراحله الوسطى باحثاً عن وقائع «الصمود» في دروبه المختلفة.. متمنيا الاقتدار في غلبة «النوائب» ومغالبة «الشدائد».
تتجلى بصائر «الحكم» الإلهية في مصائر «المهام» البشرية فيبقى الإنسان وسطها إما معتبر منتصر أو جائل غافل.. لتأتي دوائر الزمن في تعاقب ما بين انقضاء الماضي وقضاء الحاضر وانتظار المستقبل. لتكون الذاكرة «شاهدة» العمر و«صامدة» التذكر»..
يلجأ الجهلاء لحيل «الإسقاط» فيوجهون سهام «الإحباط» الذي يحيط بذواتهم جراء تفكيرهم القابع في منحدرات «الجدل» وانحدارات «الجهل» إلى الآخرين باحثين عن انتشار «العدوى» الفكرية و«التلوث» العقلي بين «أسوياء» يتخذون من الترفع والرقي والارتقاء حاجزاً منيعاً يقيهم من «سقطات» الجاهلين وسوءات «الفارغين»..
يقتضي التعامل مع الأزمات الحياتية تكيف الإنسان مع حجم الظرف وتعايشه مع حدود الأزمة بشكل «عقلاني» وبإطار «منطقي» بعيداً عن التهويل من تداعيات الصدمة والتأويل في تفاصيل الغمة وصولاً إلى تقليل الَضرر النفسي وتحجيم الأذى الذاتي ولا بد للواقعين في «حيز» الابتلاء أن يحولوا تجارب الحياة إلى مآرب للنجاة في ظل الاستفادة من المرحلة والإفادة من التجربة.
بين دوائر الزمن ومصائر الإنسان ارتباط في النتائج والآثار وترابط بين الأسباب والدواعي في إطارات من الأقدار الغائبة والقدرة الحاضرة في دروب الحياة واتجاهات العيش وأبعاد التعايش ويبقى التفكر بإذعان والتدبر بإمعان في العقبات الحياتية والعواقب المصيرية وجهان أصيلان للمواجهة نحو صناعة «النصر» وصياغة «الانتصار» بإدارة الذات وإدارة النفس بحكمة وحنكة وصفاء وعطاء ويقين وتيقن.