صيغة الشمري
بعد سنوات من إدراج إدارة الاتصال المؤسسي في الهيكلة الإدارية للمنشأة لردم الهوة بين إدارتي التسويق والعلاقات العامة والإعلام لم تنجح سوى منشآت قليلة جداً في الاستفادة من هذا التغير الإداري الذي هدفه الأساسي رسم جمال الصورة الذهنية للمنشأة، بل إن بعض المنشآت جميلة في الواقع وعلى أرض الميدان لكن هذا الجمال لم يصل للناس بسبب ضعف الاتصال المؤسسي فيها، وليت الأمر وصل عند هذا الحد فقط، بل تجاوزه إلى أن أداء الاتصال المؤسسي في بعض المنشآت يشوه صورتها مع ادعاء ومكابرة بأنه يحسن صنعاً، وحتى لا تبدو الصورة سوداوية فهناك منشآت صورتها جميلة بسبب عدة عوامل منها احترافية المسؤولين فيها عن إدارة الاتصال المؤسسي، يتحول الاتصال المؤسسي إلى عكس معناه ليصبح «الانفصال» المؤسسي في حالات عدة من أهمها عدم فهم قادة المنشآت لأهمية ودور هذه الإدارة وخطورتها لإبراز جهد المنشأة ومنسوبيها وأولهم رئيسها، يجبرون قائد الاتصال المؤسسي على تنفيذ ما يرونه هم لا ما يراه هو كمتخصص في بناء سمعة المنشأة ورسم صورتها الذهنية، عدم فهم المسؤول عن الاتصال المؤسسي لمهمته الحقيقية حيث يختبئ خلف إقناع رئيس المنشأة بالتوقيع مع شركة دعاية وإعلان بعدة ملايين من الريالات ليزيد الطين بله في التورط بمزيد من الصورة الذهنية القديمة بسبب أن كل مهاراته وخبراته في التسويق الذي أصبح ضرره أكثر من نفعه وخصوصاً بعد التغيرات الكبرى التي أحدثتها وسائل الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، قائد الاتصال المؤسسي الذي يريد أن ينجح ويخرج من حالة الانفصال التي يسهم في زيادتها بين منشأته والجمهور، عليه أن يتحول إلى قائد ويستقطب للإدارات التي تحت إدارته متخصصين مهرة سواء في التسويق أو العلاقات العامة أو الإعلام ويركز بأن يضع مساعده في الإعلام بمنصب نائبه أو الشخص الأهم الذي يعمل معه كمستشار كون نجاح الرسالة الاتصالية التي تستهدف الرأي العام لن يجيد طبخها بشكل احترافي شخص أكثر من إعلامي قام بطبخ العديد منها في المطبخ الصحفي ويعرف أبعاد كل كلمة وتأثيرها في الرأي العام وأيضاً أهميتها في رسم صورة ذهنية جميلة عن المنشأة.