حقيقة الأحداث المؤثرة في الدنيا كثيرة ولكن أشدها وقعاً وأكثرها إيلاماً لحظات الوداع وأي وداع وداع لا لقاء بعده. لقد فقدنا شخصية لها أثرها في نفوس الكثير هو فقيد الوطن سعادة السفير/ مرزوق بن نايف الأحمدي الذي وافته المنية فجر يوم الأربعاء 28-1-1442 الموافق 16-9-2020 رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى..
بالفعل المصاب في فقدان المرحوم بإذن الله كان جللاً والألم كبيراً ولكن نقول بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ونفوس آلمها المصاب نترحم عليه حقيقة لا أدري بالفعل ماذا أكتب وماذا أعبر، نعم أكتب بمداد من الحزن وأسطر عبارات وأحرف من وجدان بخبر آلمنا وأتعبنا وجعل القلب يحزن والدموع تنهمر (أبو نايف) رفيق الكثير، رأيت الجميع باكياً حزيناً حيث تجلت في العيون كل معاني الأسى على هذا الفراق. ليت شعري يستطيع أن يعبر، ليت قلمي يستطيع أن ينثر عباراته على هذا الفقد، جئت لنفسي أُحادثها وهي غارقة في الحزن فردت علي بحزن عميق يملأ الوجدان والعيون غارقة بالدموع فقالت رحل من نعزه رحل من تميز بالكرم والجود تلك النفس التي زكت بالخير وطيب الذكر نفس جادت بالعطاء القريب والبعيد نفس تسلمت على الأسقام وأعباء الحياة فظلت باسمة حتى في أحلك الظروف، نقولها بحرقة الفقد يا من ملكت القلوب وأسرت الأفئدة، نعم إن فقدك يا أبا نايف كما يحلو له هذه التسمية كان وقعه أليماً على نفسي وعلى كل من عرفك وجوه شاحبة وعيون من الحزن دامعة، بالفعل تغلغل الحزن بداخلي. هزني من الأعماق. جعلني أرتجف ارتجافاً زحزحني عن مكاني. تلاقت حبات العرق على جبيني عندما سمعت الخبر لأنني أعرف مكانتك عند الجميع نعم فجعنا برحيلك، لقد كنت شامخاً تعين على نوائب الدهر كنت البلسم الشافي لكل من يأتي إليك.
عرفناك فعرفنا النبل وحسن الخلق
عرفناك فعرفنا التسامح والتصالح
لقد بذل فقيدنا كل وقته لخدمة مليكه ووطنه وخدمة الناس وقضاء حاجاتهم وكان دائم النصح لنا بحب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه بقوة أمام الحملات العدائية الإعلامية المغرضة والتفاني في خدمته.. كان رحمه الله حتى في مرضه الشديد وبعد إجراء العملية الجراحية له في العام الماضي في مستشفى الملك فيصل التخصصي صادف ذلك احتفال المستشفى باليوم الوطني لبلادنا في بهو المستشفى أَصَرَّ على النزول من غرفته برفقة أخيه سعادة العميد عايد لحضور الاحتفال باليوم الوطني حباً لوطنه ومليكه.
رحم الله فقيدنا أخي سعادة السفير مرزوق وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
نعم (إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنّا على فراقك لمحزونون).
ختاما.. أدعو الله عز وجل أن يتغمدك يا أبا نايف سعادة السفير مرزوق الأحمدي بواسع رحمته وأن يرفع منازلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.. وأن يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة.. وأن يجمعنا وإياك في دار كرامته إنه القادر على ذلك.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وعزائي لنفسي ومحبي الفقيد وأسرة الفقيد.
** **
- بقلم: غدير عبدالله الطيار