فوزية الشهري
تقدمت المملكة في جميع المؤشرات لاختبار (Timss) وذلك مقارنة بدورة القياس السابقة في عام 2015 و(Timss) أحد الاختبارات الدولية التي يتولى المركز الوطني للقياس تطبيقها في المملكة بالتعاون مع المنظمة الدولية المشرفة على تلك الاختبارات ويعد أحد المؤشرات العالمية للتعبير عن جودة التعليم في مجالي العلوم والرياضيات على مستوى العالم ويرتكز في إجراءاته على أساس قياس قدرات المتعلمين وتحديداً الصف الرابع الابتدائي والثاني المتوسط ومقارنة تحصيلهم في مادتي الرياضيات والعلوم بين الدول المشاركة ودراسة أوجة الاختلاف بين النظم التربوية في تلك الدول لتحسين عملية التعليم والتعلم.
لم يأت هذا التقدم وليد اللحظة، بل بذلت وزارة التعليم الكثير وقامت بعدد من الجهود للتحضير والتهيئة للاختبارات بمشاركة إدارات التعليم وأولياء الأمور وعقدت عدداً من الورش التي أقيمت ضمن خطة الـ(100) يوم التي أطلقها وزير التعليم معالي الدكتور حمد آل الشيخ واستهدفت مديري التعليم في جميع المناطق لرفع الوعي حول أهمية الاختبارات الدولية والاستعداد لها، وتم إطلاق منصة تدريبية لإعداد الطلاب وتهيئتهم للاختبار وكما تم اختبار جميع طلاب الصف الرابع والصف الثاني متوسط من خلال المنصة لمعرفة المستوى الحالي لهم وفرص التحسين وتمت مشاركة النتائج مع إدارات التعليم والإشراف ومناقشتها مع قادة ومعلمي المدارس.
وكان لهذه الجهود أثر على نتائج الاختبارات حيث ارتفعت نتائج المملكة في جميع مؤشرات اختبار (Timss) في عام 2019 بشكل ملحوظ بعد تراجع نتائج المملكة في عام 2015 عن عام 2011 وتحسن ترتيب المملكة بين دول مجموعة العشرين في ثلاثة مؤشرات وحافظت على مركزها في مؤشر حيث حققت المملكة المركز الـ11 بين دول العشرين في اختباري العلوم والرياضيات للصف الثاني المتوسط.
وبعد استعراض الجهود المبذولة والنتائج المسجلة استطيع القول إن ما تحقق من نتائج وفي خلال 87 يوماً يعد إنجازاً كبيراً للوطن والوزارة والمعلمين والطلاب وما تحقق سيؤدي حتماً الي تحسين ترتيب المملكة في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي وتحسن ترتيبها في أنظمة التعليم العالمية، كما أن هذا الإنجاز لم يأت بسهولة، بل خرج من بين تحديات كثيرة ولم يكن بسيطاً، بل احتاج للكثير حتى أزال المعوقات وتخطاها.
وها نحن اليوم بفضل الله ثم بجهود وزارة التعليم ممثلة بمعالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ ونخبة من الكفاءات في الميدان التعليمي نجني ثمرة تلك الجهود المبذولة بهذا الإنجاز الذي يجب أن يحتفى به وأن تقدر الجهود المبذولة لتحقيقه وأن يوظف هذا الإنجاز لشحذ الهمم لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل بإذن الله.
وأخيراً: محطات الإنجاز التي نتوقف عندها ليست للاحتفاء فقط، بل هي فرصة لنتأمل فيها ونراجع كل ما تحقق ونقيمه وبوجهة نظري وأنا أعمل في الميدان التربوي أن هذا الإنجاز وغيره العديد من النجاحات التي تحققت كان لمعالي الوزير دور كبير في تحقيقها ورعايتها، كما أن كل متابع يلاحظ اهتمامه بالمعلمين والمعلمات والطلاب وأولياء الأمور وتشجيعهم واعتبارهم شركاء في كل نجاح سواء عبر تصريحاته أو تغريداته مما عزز الشعور بالانتماء وزيادة الإبداع والرغبة في الإنجاز أكثر.
الزبدة:
هُناك دائماً مكان في القمة.