عبد الله بن صالح العقيل
للشيخ الوجيه حمد بن منصور بن دخيل المالك رحمه الله فضائل كثيرة على محافظة الرس في كل المجالات الاجتماعية والعلمية والعسكرية والزراعية والمعيشية وغيرها. وأعماله تلك لم تنقطع في حياته. ويشهد عليها كل من عرف هذا الوجيه وأفضاله على أهل الرس. حيث كان يعطف على الفقير ويواسي الضعيف ويكرم الضيوف. لذا احتاجه جميع أهل الرس وما حولها. ومن تلك الأعمال الجليلة التي جلبها لبلدته الغالية عليه سعيه المتواصل في عام 1374هـ مع وزارة الدفاع من أجل إنشاء مدرسة عسكرية في الرس.
ثم أنه من أثر المواقف المشهورة والشجاعة لأهل الرس وبطولاتهم وحبهم للدفاع عن بلدتهم فقد قامت الحكومة الرشيدة في عام 1374هـ بافتتاح المدرسة العسكرية بالرس لتحقيق رغبة أهل الرس في انخراط أبنائهم في الحياة العسكرية لغرض إحياء البطولات التي يتميز بها آباؤهم، وليشاركوا في الدفاع عن بلادهم. وهذا ما حصل إذ نجد أن أكثر أبناء الرس يعملون في المجالات العسكرية. وبمساعدة من الوجيه الشيخ حمد بن منصور المالك تم افتتاح المدرسة وبدأت الدراسة فيها.
ثم قام أمير الرس آنذاك حسين بن عساف بن حسين العساف ببناء مبنى واسع ليكون مقرا للمدرسة العسكرية حسب مواصفات وزارة الدفاع وأجّره على الوزارة. وأقامت المدرسة فيه حوالي خمسة أعوام. ولا يزال مبنى المدرسة العسكرية أطلال من الطين في الجهة الجنوبية من الرس.. ويقع على إحداثية:
(808 49 25) (164 30 043).
تأسست المدرسة العسكرية بالرس في شهر شوال عام 1374هـ وتفضّل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران آنذاك بافتتاح المدرسة في شهر ربيع الأول من عام 1375هـ. كما شرّف الحفل الذي أعده أهل الرس بهذه المناسبة وحضره أمير مقاطعة القصيم وأمراء المدن والقرى والهجر، كما تفضّل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من منسوبي المدرسة. ورد في جريدة أم القرى العدد (1599) في يوم الجمعة: 29 جمادى الأولى 1375هـ الموافق: 13 يناير 1959م ما يلي (افتتاح المدرسة العسكرية الابتدائية في مدينة الرس) (وصل إلى مدينة الرس سمو وزير الدفاع والطيران بمناسبة افتتاح المدرسة العسكرية الابتدائية في هذه المدينة, وقد وجّهت إدارة المدرسة الدعوة إلى أمراء ووجهاء وأدباء كل من المدن المجاورة كعنيزة والبكيرية والخبراء وغيرها, وذلك في الأسبوع الماضي، حيث افتتح سمو وزير الدفاع المدرسة, وتعاقب الخطباء والشعراء أمام سمو الأمير شاكرين له عمله هذا. وأعربوا بولائهم وإخلاصهم لجلالة الملك المعظم وولي عهده وانخرطوا في سلك الجيش السعودي العربي. ثم تفقّد سمو وزير الدفاع أقسام المدرسة وفصولها الداخلية وشاهد الميدان العسكري المخصص لألعاب الطلاب الرياضية. ثم غادر المدينة بعد أن تبرّع لأبنائه الطلبة بجوائز ثمينة تقديراً لهم على نشاطهم).
كما وجدت مقالاً من إحدى الجرائد تم نشره بتاريخ: 8 صفر 1375هـ ثم انتشر في وسائل التواصل وهذا نصّه (باشرت المدرسة العسكرية بمدينة الرس عملها ابتداء من: 20-1-1375هـ في مباني سعادة أمير الرس التي أعدّها للمدرسة مؤقتا حتى يتم مبناها الخاص وتمتاز تلك العمارة بالبساتين ووفرة الماء والكهرباء. وقد أقبل الشباب على المدرسة العسكرية اقبالاً لا نظير له. فبلغ عدد طلابها حتى الآن ما ينيف على السبعين طالباً, ولولا بعض القيود المفروضة على من يريد الدخول فيها لكمل عددها المطلوب قبل فتحها. وأن أملنا لكبير في سمو وزير الدفاع بأن يوليها عنايته المألوفة, وأبناء الرس يمتازون بالروج العسكرية ويفخرون بالانتساب إليها لأن فيها خدمة للمليك والبلاد).
ذكر المؤرخ إبراهيم بن عبيد (تذكرة أولي النهى 5-125) عن هذا الحفل بعنوان (حفل يقام بمدينة الرس من أعمال القصيم) فقال (ففيها - سنة 1375هـ خرج الأهالي لاستقبال وزير الدفاع مشعل بن عبدالعزيز وكان قدومه لفتح المدرسة العسكرية بالرس حيث أقيم هناك مهرجان ثقافي واحتفال وحضر لذلك وجهاء القصيم وعلى رأسهم وكيل الإمارة محمد بن صغير وخالد بن سليم وعبدالله بن سليم والأمراء ثم أنه تبارى الخطباء بالخطب وبعد انتهاء الحفل تكرم الوزير فأهدى إلى كل من في المدرسة ساعة أو قلما ولقد حضر وجهاء العاصمة بريدة لاستقبال القائد وزير الدفاع وتقديم الدعوة لزيارة بريدة وإعادة فتح المدرسة العسكرية فيها وكان سبق أن أغلقت لوقوعها وسط المدينة فلقوا من سموه كل عطف وترحيب ووعدهم بعمل ما يلزم نحو إعادة فتح المدرسة العسكرية في بريدة، ونحن نشير إلى مهمة وهي إنما تنهض البلاد بأهلها فقد كان في الرس حمد المالك الرجل المواطن.. وقد أقام للوزير أمير الرس وآمر المطار فيها حفلتي شاي ثم التمس منه أهالي الرس توسيع المطار فيها وتأسيس مستشفى عسكري فوعد بذلك ثم إنه غادر الرس إلى مدينة الخبراء).
أقول: تقبل المدرسة العسكرية للدراسة فيها الطلاب الحاصلين على شهادة الصف الثالث الابتدائي فما فوق، وتقوم بتنمية حصيلتهم الدراسية بالمواد النظرية وفقاً للبرنامج المّعدّ من قبل وزارة المعارف بجانب التدريب العسكري الذي يؤهلهم للعمل بالقطاع العسكري بعد التخرج، ويمكن قبول المتقدم للدراسة بالمدرسة في جميع الأوقات إذا توفرت فيه شروط القبول.
في شوال 1374هـ وصل سعادة قائد المدرسة آنذاك النقيب سليمان ابن علي الماضي إلى مدينة الرس وأخذ بالبحث عن مقر للمدرسة بمساعدة الوجيه حمد بن منصور المالك وبعض أعيان الرس فوقع الاختيار على منزل أمير الرس حسين العساف ليكون مقرا للمدرسة ويقع جهة الجنوبية من المدينة حيث يتوفر فيه بئر ماء وميادين واسعة للتدريب ودورات للمياه ومكاتب وفصول دراسية واسعة ومضاجع للطلاب ومستودعات كافيه. وتقبل المدرسة العسكرية للدراسة فيها من يحمل شهادة الصف الثالث الابتدائي، ويدرسون فيها لمدة عامين دراسيين في العلوم العسكرية والتدريب مع ما يدرسونه من مواد نظرية عامة موافقة للمواد التي تقررها وزارة المعارف، يتم بعدها تأهيلهم للحياة العسكرية في قطاعاتها المختلفة. ويحصل الطالب في المدرسة على راتب شهري قدره (100) مائة ريال، وتؤمن لهم الإعاشة والسكن داخل المدرسة. وكان متعهد الإعاشة فيها المواطن سليمان بن عبدالله الخليوي.
وتم تعيين مجموعة من الموظفين والمراقبين والمرشدين وإمام للمسجد ممن تحتاجهم المدرسة لتنظيم أعمالها في النواحي الدينية والعسكرية والمدنية. كما درس في المدرسة العسكرية بالرس مجموعة كبيرة من الطلاب لم يكمل بعضهم الدراسة بالكلية، أما البعض الآخر فقد تخرجوا منها ووصلوا إلى رتب عسكرية كبيرة في الدولة بعضهم تقاعد منها والبعض الآخر لا يزال يقوم بخدمة الوطن الغالي. منهم: علي بن محمد الخليفة - حسين بن عبدالرحمن العذل - إبراهيم بن عبدالله العمرو - محمد الربيعان - سليمان الربيعان - سعد بن حمد المالك - خالد بن حمد المالك - علي بن عسّاف السعيد - عبدالله بن حسين الخربوش - محمد بن حسين العسّاف - صالح بن سليمان العلولاء - عبدالله بن صالح الجربوع - محمد السباطي - علي بن عبدالله الغفيلي - حميد بن محمد الحميد - عبدالرحمن بن عبدالله الدهلاوي - علي الخليوي - متعب بن بجاد الحربي - سرور بن محمد الزغيبي - عبّود بن نافع الحربي -ركيّان بن طليحان الحربي - دابس بن علي الحربي - حسين بن سيف الغفيلي - صالح بن هليّل الحربي.
** **
- الرس