صالح الهويريني
* كل الفرق القوية في العالم (فرق البطولات) معرضة للخسائر غير المتوقعة التي تأتي على طريقة (عالم الكرة غريب وتعتريه متناقضات وما لم يكن في الحسبان) وعلى غرار خسارة (زعيم البطولات) الهلال يوم السبت الماضي من أمام الوحدة في الجولة الثامنة من الدوري..
* في مباراة الوحدة (الأكيد) أن الهلال لم يكن في أفضل حالاته ولم يقدم المستوى المأمول وما كان منتظراً منه، لكن الأكيد أيضاً أن مستواه من خلالها لم يكن بتلك الدرجة التي تجعله غير جدير بالفوز بنتيجتها لولا - إرادة الله - ثم عدم التوفيق (واستعجال) بعض لاعبيه في إنهاء أكثر من فرصة ثمينة وكانت سانحة للتسجيل في المرمى الوحداوي رغم بعض الأخطاء التي وقع فيها مدربه رازفان وفيما يخص التشكيل الأساسي والتغييرات التي كانت تفرضها ظروف المباراة، ورغم أيضاً وجود أكثر من خطأ تحكيمي تضرر منه الهلال في المباراة..
* كان من الطبيعي.. بل ومن حق جماهير الهلال (في التويتر) أن تمارس الانتقاد ضد فريقها ومدربه وبعض لاعبيه بعد خسارته غير المتوقعة من أمام الوحدة، لكن الذي لم يكن من حق الجماهير الهلالية (أقصد بعضها) هو أن تصل درجة انتقادها إلى حد القسوة (وعلى غرار ما حدث منها) وكأن الهلال كله سلبيات، بل كأنه أيضاً ليس بذاك الفريق الذي ظل يسعد جماهيره باستمرار حصوله على البطولات والتي كان آخرها (ثلاثية الموسم الماضي).. كأس آسيا.. الدوري.. وكأس الملك..
* الأهم.. هو أن تكون الخسارة من الوحدة بمثابة (الدرس) الذي يجب أن يستفاد منه من لدى نجوم الهلال ومدربهم من أجل ألا يفقد فريقهم نقاطاً أخرى سهلة قد تعرقل مساعيه نحو الحصول على بطولة الدوري الممتاز للمرة السابعة عشرة في تاريخه.. ومبروك لفرسان مكة الفوز..
* رغم أن الهلال في الموسم الماضي حقق الثلاثية (آسيا.. الدوري.. وكأس الملك) إلا أن جماهيره لم تتحمل خسارته لثلاث نقاط من أمام الوحدة في الجولة الثامنة من الدوري وراحت تنتقد فريقها وتطالب بإصلاح الخلل وهو الأمر الذي يبرهن حقيقة أن طموحات الجماهير الهلالية لا تتوقف - عند حد معين - على عكس تلك الفرق التي لجماهيرها سقف معين من الطموحات وتضع نفسها في مقارنة مع الهلال رغم نكساتها المتكررة وقلة عدد بطولاتها..
السويكت خالف القاعدة
* عندما يكون رأس الهرم في أي نادٍ (الرئيس) هو مصدر للتحريض واحتقان الجماهير وتأجيج الشارع الرياضي بالمغالطات وقلب الحقائق مثله مثل بعض الإعلاميين وجماهير المدرجات فهذه كارثة..
* (نعم.. كارثة) لأن رئيس هذا النادي أو ذاك ومهما كانت المبررات يجب أن يكون (قدوة) في ردة فعله وفي كيفية تعامله مع الأحداث والمستجدات.. يجب أن يكون أيضاً مصدراً لتهدئة الجماهير لا تهييج مشاعرها وتأجيج التعصب..
* لكن مع الأسف.. رئيس النصر الدكتور صفوان السويكت خالف هذه القاعدة من خلال حواره (المسجل) الذي لم يكن موفقاً من خلاله وشاهدناه في أحد البرامج الرياضية قبل عدة أيام..
* الرئيس - في أي نادٍ - لا بد أن يعرف كل صغيرة وكبيرة تخص ناديه وبالذات فيما يتعلق بفريقه الكروي الأول.. (نعم.. هكذا يقول المنطق)، لكن الذي يثير الاستغراب.. والضحك في آن واحد هو أن رئيس النصر السويكت ما زال يزعم وعلى الهواء مباشرة أنه لا يعرف من (أوقف مايكون.. ولماذا أوقف؟).
* وعندما أقول إن ذلك يثير الاستغراب والضحك فلأن السويكت هو رئيس النصر، ولأن أي قرار يصدر من الجهة المسؤولة بحق ناديه أو ضد أحد لاعبيه لا بد أن يكون هو أول من يعرف مصدره وأسبابه وعلى اعتبار أن ذلك تم بموجب (مخاطبات رسمية) من الجهة المسؤولة مع إدارة النصر، أو على الأقل باتصال هاتفي رسمي من صاحب القرار، الأمر الذي يؤكد أن السويكت يعرف (من أوقف مايكون)، لكنه يخفي ذلك لأسباب نجهلها..
وقفة ساخنة
* نهائي بطولة آسيا 2020م سيقام غداً بين أولسان الكوري وبيرسبولس الإيراني.. الأكيد أن النصراويين تحديداً سيشعرون بالمرارة والقهر وهم يشاهدون هذا النهائي لأن فريقهم كان قاب قوسين أو أدنى لبلوغه (لو أخرج عوض خميس الكرة).. طبعاً بعد إرادة رب العالمين..
* نعم.. هكذا يقول الواقع ويؤكده المنطق وعلى اعتبار أن النصر أيضاً لن يجد الطريق ممهداً أمامه للحصول على هذه البطولة التي لم يتذوق طعمها طوال تاريخه، وفي ظل ما توفر له من دعم مادي غير مسبوق ووفرة في عدد النجوم داخل صفوفه ومثلما هو حاصل في بطولة آسيا 2020م.
خاتمة:
اللهم احفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفق ولاة أمرنا واحفظهم وكن عوناً لهم، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على نبينا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين..