الجزيرة الثقافية - مسعدة اليامي:
عن غموض وسحر وأهمية التراث وكيفية التطلع المستقبلي لتكون معالم نجران التاريخية من أهم المصادر الثقافية والاقتصادية يتحدث الباحث الأستاذ محمد هادي آل هتيلة.
* البحث سمة تتصف بها منذ الصغر، ما الذي يدهشك للبحث؟
- القراءة والمعلومة الجديدة وسعة الاطلاع كلها تدفع الشخص للمزيد من البحث عن كل جديد، فكلما تعمقت في أي موضوع أكثر أشعر بالفقر الشديد في هذا الموضوع وفي أي موضوع يتم البحث عنه، وبالتالي أصبحت سمة القراءة والبحث من الصفات الملازمة لي.
* صدرت لك كتب وقدمت بحوثاً، ما أهمية تلك المرحلة وما أهم الموضوعات التي ناقشتها ؟
- بدأت المرحلة في الكتابة بشكل مستمر وكتابة عدد من المقالات في عدد من الصحف وكتابة عدد من البحوث المستقلة، ثم تكللت بكتب تختص بجوانب معينة من تاريخ وتراث منطقة نجران.
* نجران منطقة تزخر بالمعالم التاريخية، ماذا قدمت في ذلك؟ وما النظرة المستقبلية التي تأملها كباحث وابن نجران؟
- قدمت عددا من الإصدارات للتعريف بهذه المواقع وأهميتها وما تحوي من كنوز أثرية وتراثيه تستحق أن تبرز بشكل أفضل، وقد كان هنالك أيضاً عدد من المحاضرات والورش في هذا الموضوع وفي مواضيع مرتبطة بهذا الجانب أيضاً، نأمل أن تكون أحد المواقع المرشحة للتراث العالمي قريبا في ظل الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة، ونطمح أن يكون هنالك المزيد من البحث والتنقيب في مدينة الأخدود وفي آثارها، فهي تحتاج إلى مزيد من الجهد على مستوى البحث وكذلك البحث في أكثر من موقع حيث إن المنطقة تعد من أكبر المتاحف المفتوحة.
* نجران تُعرف بالتنوع التراثي والحرفي والزراعي، ماذا يحتاج ذلك ليشكل حركة ثقافية اقتصادية كبرى في المنطقة؟
- يعد ذلك أمراً في غاية الأهمية حيث نعمل حالياً في جمعيه الآثار والتاريخ بمنطقة نجران والتي تشرفت برئاسة مجلس الإدارة لها على رصد أكبر عدد من عناصر التراث غير المادي في منطقة نجران، حيث تم حصر أكثر من 500 عنصر، وسنعمل في الفترة القادمة - بإذن الله تعالى - مع عدد من الشركاء مثل وزارة الثقافة وكذلك وزارة السياحة وهيئة الترفيهية وغيرها من أجل بلورة ودعم العمل الحرفي والمهني، ودعم العمل على أن تكون موردا اقتصاديا ثقافيا جيدا للوطن خصوصاً أنها تتميز بأصالة عالية جدا.
* ما المستقبل الذي تتوقعه بعد أن يتم تجهيز المتحف الإقليمي؟
- بإذن الله يعول الشيء الكثير على المتحف الإقليمي لمنطقة نجران وخصوصاً بعد قيام هيئة مستقلة «هيئة المتاحف «بقيادة الدكتور ستيفانو كاربوني الرئيس التنفيذي للهيئة وبدعم من صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة، وأن يكون هذا المتحف (والذي تم بناؤه بشكل جميل ومقتبس من تراث المنطقة) مركز إشعاع حضاري ثقافي للمنطقة وتاريخها، في ظل دعم سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وكيفية تحويله إلى عنصر جذب وتشويق للزوار من خلال البرامج والفعاليات التي تعقد فيه.
* كيف ترى دور المؤسسات الثقافية في تفعيل البرامج الثقافية الخاصة بالتراث داخل نجران وخارجها؟
- للأسف لا زالت الأعمال المنفذة بها أقل من المأمول، وأتوقع - بإذن الله - أن يكون العمل في الفترة القادمة ومن خلال عمل الجهات المعنية خصوصاً وزارة الثقافة قادرة على إبراز اثار وتراث وثقافة منطقة نجران وأهميتها سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي، حيث إن نجران تزخر بإرث ثقافي مميز سواء المادي أو غير المادي.
* قراءتك للحركة الثقافية في ظل الأزمة الحالية وماذا تتوقع بعد ذلك؟
- بإذن الله الوضع الراهن وفي ظل الجائحة شارف على النهاية، وستعود جميع المؤسسات للعمل بشكل طبيعي رغم ميزة المحاضرات والندوات عن بعد في فتح المجال لجميع الشرائح وحضور أعداد كبيرة من المتذوقين وبالذات الشباب والشابات، أيضاً عمل جميع المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل النهوض بالحركة الثقافية في المنطقة والمملكة بشكل عام، والتنوع في الطرح والتجديد في الأساليب وسيكون للجانب الرقمي دور كبير في المرحلة القادمة.