بَيْن غُصينات الدَّار الصَّغِيرَة تَنَاهَى إلَى أُذُنَيَّ زَقْزَقَتُها، وَرَقْص عَلَى تغريدها أَوْتَار قَلْبِي!
لَملمتُ عُدّة قهوتي وأعددتها عَلَى سِمْفُونِيَّة حناجرها الْعَذْبَة!
ها هي تَصْدَح وتلعب وَتَمْرَح مسبّحة بِحَمْدِه مبتهجة بِنِعْمَة توثّق صَلَّتْهَا بقريناتها!
أرنو إلَيْهَا وأبحر فِي سُؤَالِهَا!
كَيْف لَك أيَتِهَا الغرّيدة الحزينة أَن تتبدلي؟!
وثياباً مِنْ الْفَرَحِ الموشّى بماساتٍ مرصعةٍ مِنْ الْأَمَلِ، بِهَا إنْ تتوشحي؟!
وملاحم شعريّةً هُنَا.. وَهُنَاكَ، بِهَا تُثري الْقَلْب وَمِنْهَا تستأنسي!
َأجابتني وَدَمْعُ الْعَيْنِ يُحْرَق حُزْنهَا: أمَّا أَنْ لِلْحُزْن أَنْ يَرْفَعَ أَسْتَارُه عَن مُهْجَتِي؟!
أمَّا آنْ لِلسَّعَادَة أَن تَدَثَّر رُوحِي وَتَنَثَّر النُّورِ فِي أقبيتي؟! أَلَيْس لِي بصمةٌ مِن عملٍ جباّرٍ أهلكتُ زُهُور الْعُمْر فِيه علّه يوماً يَكُونُ عَلَى شَظَف الْعَيْش عكّازتي!
أَيَا حَبِيبَة الرُّوح وَقَد أَنْعَش، تغريدك نَبْض فِكْرَتِي.. وَعَلَى رِيح قهوتك الشذيّة تتعدل طِباعِي وَأَنْسَى وَحْدَتِي.. آن الْأَوَان أَنْ نَكْسِرَ أبواباً كَانَت لْيَأْس الفراغ مطية انتظار!
آن الْأَوَان لأعتلي ذَاك الْفَرَس مشهّرة سَيْفِي عَلَى كُلِّ ظرفٍ يقاتل في معركة البقاء حِلْمِي؛ فها هي الشَّمْس تتألق وترسم النُّور منيبة الْقَمَر وَالنُّجُوم! وها هي السَّمَاء صافيةٌ فرحةٌ نقيةٌ تَنْتَظِر الْغَمَام الْمَحْمَل بغيث انتظارات أحلامي، لتروي ظمأ ثراي المتصحر, لتَنْثُرَه فِي الْأَثِير ندىً وشذىً وعبيراً مَنْ وَرَدَ رزهر يَتَمايَز ثمَرًا.. هِيَ مِنْ الْعُمْرِ جنوتي!
أجبتها والدهشة تعتريني.. أمِنكِ آيَتِهَا الغريدة الآملة الْغَادِيَة أَشْحَذ هِمَّتِي؟!
أشحذ همتي لأغني معك قصائدي.. وندندن أناشيد طفولتي!
** **
- ندى عدنان الحافظ