د. مساعد بن سعيد آل بخات
مع استمرار جائحة كورونا وما آلت إليه من تغيرات على مستوى الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في جميع مجتمعات العالم، وعلى سبيل المثال ففي المجال التعليمي ما زلنا نشعر بهذا التأثير الذي قد ينظر له من زاوية ما بأنه سلبي للفرق في جودة المخرجات التعليمية بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد في التعليم العام، في حين قد ينظر له من زاوية أخرى بأنه إيجابي ولعل من ذلك قرار إعادة التعليم عن بعد في بعض الجامعات.
فقد منح المركز الوطني للتعليم الإلكتروني أربع جامعات وهي (جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة الملك فيصل، جامعة القصيم جامعة الأميرة نورة) تراخيص لتقديم برامج بنمط التعليم الإلكتروني وفقاً لحوكمة ومعايير المركز.
ويتضمن المنح اثني عشر دبلوماً وهي:
أولاً/ دبلومات جامعة الملك عبدالعزيز (البنوك والتأمين، الإدارة العامة، التسويق، المبيعات الاحترافية).
ثانياً/ دبلومات جامعة الملك فيصل (الإدارة العامة، المصرفية والتأمين، التسويق والمبيعات).
ثالثاً/ دبلومات جامعة القصيم (المبيعات، المحاسبة، إدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد، التسويق الرقمي).
رابعاً/ دبلوم جامعة الأميرة نورة (التسويق).
ويأتي هذا القرار بعد أنَّ تمَ إيقاف الانتساب والتعليم عن بعد إبان عهد وزير التعليم د. أحمد العيسى في عام 2017م بهدف تعزيز تحقيق الجودة في الجامعات كما كُتِبَ في القرار الصادر من وزارة التعليم.
ولعل قرار إعادة التعليم عن بعد في الجامعات أتى بعد رؤية النتائج الجيدة عن تجربة المملكة العربية السعودية في التعليم عن بعد والتي توافقت مع استمرار جائحة كورونا، فقد قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بمقارنة فعالية التعليم الإلكتروني في 193 دولة حول العالم، فتوصلت النتائج لنجاح 38 دولة منها في تفعيل التعليم الإلكتروني، حيث كانت المملكة العربية السعودية في مقدمة هذه الدول من حيث تقدمها في 13 مؤشر من أصل 16 مؤشراً لتفعيل التعليم الإلكتروني، كما تميّزت المملكة العربية السعودية بتنوع خياراتها وسرعة استجابتها وتحسينها المستمر، وأيضاً تميزت المملكة العربية السعودية في حصول المعلمين والمعلمات على الدعم اللازم لتخطي العقبات التي قد تواجههم عند استخدام التعليم الإلكتروني.
ختاماً..
إنَّ قرار إعادة التعليم عن بعد في الجامعات صائب لتنويع خيارات التعليم أمام أفراد المجتمع فيتعلم كل فرد بالطريقة التي تناسبه، كما أنَّ له عدة منافع ومنها: فتح آفاق جديدة أمام الجامعات وأفراد المجتمع لتحسين تعليمهم، وللتغلب على بعض الظروف التي قد تُعيق بعض أفراد المجتمع من مواصلة تعليمهم، وتعزيز استمرارية التعلم عن أفراد المجتمع.