خالد الربيعان
ما علاقة مارادونا بالمافيا؟.. كان عنوان أحد الموضوعات في أحد أكبر المواقع الصحفية الرياضية. والصحيح هو: ما علاقة المافيا بمارادونا؟ لماذا بعد مشواره في برشلونة ذهب إلى نابولي تحديدًا؟ لماذا ليس أي نادٍ آخر؟ هل للأمر علاقة بمنظمة كامورا، وهي أحد فروع المافيا الإيطالية العريقة؟ بالتأكيد نعم..كما أن اللاعب الأكبر وراء هذه الصفقة هو لاعب غير مرئي.. اللاعب رقم 13.. المراهنات!
اللاعب رقم 12 هو الجمهور كما نعرف. في 2015 كان سوق مراهنات كرة القدم فقط أكبر من القيمة السوقية لشركة كوكاكولا! والآن سوق المراهنات والقمار الرياضي كحجم وقيمة سوقية يساوي أكثر من قيمة أكبر 32 ناديًا لكرة القدم مجتمعة. تلك الحزمة التي تشمل الريال وبرشلونة ويونايتد وليفربول وميلان وإنتر وباريس وليون وبايرن ودورتموند!
85 مليار دولار قيمة تساوي اقتصاد دولة. والرقم في نهاية 2019، وتقديري؛ أي إنه في الحقيقة أكبر. وكلنا نتذكر موسم ليستر سيتي التاريخي الذي فاز فيه بلقب البريمرليج منذ 4 سنوات، وكان حديث العالم، لا فقط لكون ذلك مستحيلاً من قبل، ولا للطريقة الجميلة التي خطف بها ليستر اللقب، وثنائية محرز - فاردي، وبيتزا المدرب رانييري، ولكن لظهور جانب خفي من اللعبة إلى العلن: المراهنات؛ إذ ظهرت على السطح قصص الثراء المفاجئ لبعض المواطنين الإنجليز بعد أن وضعوا رهانات بقيم بسيطة، أحدهم فاز بـ200 ألف باوند بعد رهان 100 فقط.
أما رئيس تحرير إحدى الصحف الشهيرة فكان يراهن كل عام على ليستر بشكل روتيني بـ20 جنيهًا فقط، إلا موسم اللقب، ظهر في الأخير يقول إن هذا اليوم كلفني 100 ألف باوند. المعنى أن الأمر كبير بالفعل، ويؤثر بشكل كبير في عالم الرياضة؛ لأنه يتدخل في سير المباريات أيضًا؛ ويشهد بذلك «ما انكشف» فقط.. منها قضية التوتونيرو الشهيرة التي هزت الكرة الإيطالية، وفي 2006 كانت الكالتشيوبولي التي أطاحت بعدد من المشاهير في إدارات الأندية، وهبطت أندية عملاقة للدرجات الأقل، منها يوفنتوس!
إذن، الرهانات أحد أكبر اللاعبين في عالم الرياضة، وتحديدًا كرة القدم. ولو شاهدنا بعد كل مباراة كمية الرهانات الموضوعة، والفائزين بها في العالم، سيتضح أن المتابعين والصارخين لأسباب غير مفهومة لنا هم هؤلاء المراهنون.. وهم كثيرون جدًّا، لدرجة أنه ربما يتبقى أنا وأنت - عزيزي - مَن يشاهد لأجل المتعة,
حتى في الولايات المتحدة يراهنون على مباريات البريمرليج على مواقع المراهنات الكبرى أونلاين. آخر حالة شاهدتها لمواطن راهن في آخر مباراة بين بيرنلي وأرسنال على بيرنلي! المفاجأة أن بيرنلي فاز، وفي استاد الإمارات.. وفاز الرجل، ونُشرت الصورة على الإنترنت، وكان سعيدًا!
من جانب آخر، نصف أندية البريمرليج ترعاها شركات ومكاتب المراهنات، التي معظمها في آسيا. أما المكاتب على الأرض فتوجد بكثرة في شوارع إنجلترا، التي في الوقت نفسه تعاني العام الأخير بسبب اتجاه الغالبية للرهان أونلاين بعد الإجراءات الوقائية والعزل المنزلي وقرارات التباعد الاجتماعي. أما التوقعات فتشير لنمو هذا الأمر إلكترونيًّا السنوات القادمة بعد التحول الرقمي في أساليب الرهانات، وتحويل المكاسب رقميًّا.. والموجة الجديدة من «تقنين» المراهنات بعد اتفاقيات رسمية أعلنت، ليس في كرة القدم فقط، بل في ألعاب الورق في قلب الولايات المتحدة؛ إذ أصبحت الكازينوهات الآن إلكترونية.. ليست قاصرة على مدينة الخطيئة كما يسمونها (لاس فيجاس)!
مدهش
يدهشني الاتجاه الجديد العاطفي في الإعلام الرياضي مع توغل السوشيال ميديا في الأمور. قُل على الأمور «السلام». المحللة الشهيرة لا تحب رونالدو.. تملأ الأرض صراخًا حول ميسي ولو بالخطأ. يتألق رونالدو تصمت وتدخل المطبخ. المعلق الشهير على صفحته لو قال الحقيقة صوته سيختفي تقريبًا.. يقول الشعر في «الأكونت» والميكروفون في أنصاف مواهب، ولا يرى الأساطير.. الإعلام الرياضي يحتاج إلى «شدة».. بالطبع ليست منا، ولا من أي إنسان.. هي ستأتي.. بشكل ما.
+90: البقاء ليس للأقوى.. البقاء للأصلح.