فهد بن جليد
قد نتفق أو نختلف مع إقامة حفلة الطلاق كموضة ظهرت مُنذ عدة سنوات، لنساء يحتفلن بالتخلص من علاقة زواج مُتعبة وغير ناجحة في الغالب، لكنَّه في نهاية المطاف حفل عنوانه انتهاء المعاناة، الجديد في هذا الباب موضة جديدة مُعاكسة دخلت على خط لمشاهير السوشيال ميديا الرجال، بإقامة حفل لبعض المشاهير بحجة التخفيف عنهم آثار الطلاق أو الخسارة أو أي موقف صعب مرَّ به الشخص المُحتفى به، الأمر في ظاهره جيد، ولكنَّ داخله يرسم نهجاً لخط موضة مقيت عندما يصبح الأمر عادياً بل ومستحباً للتخفيف من أي آثار بسبَّب الطلاق والانفصال للرجال فندخل في موضة جديدة.
المتربحون من المصائب كُثر، والهدف دائماً تحقيق مصالح خاصة ونظرة ضيقة للتكسُّب، قبل عدة سنوات كادت أن تظهر علينا موضة تنظيم مراسم العزاء من قبل شركات متخصّصة - بمقابل مادي - لتنظيم مناسبة حزينة تليق (بالمفقود) وتتناسب مع مكانة أهله وذويه، يعني على رأي المثل (موت وخراب ديار) ولكنَّ المشروع - بحمد الله - توقف ولم يجد قبولاً مُجتمعياً في وقته، ولا أعرف لو تم إعادة هذه الموضة والفكرة من جديد هل سينجح هذا النوع من الهياط؟ الذي هو امتداد لفكرة تخصيص (مشاهير الفن والسوشيال ميديا) النساء لمكياج خاص بالمناسبة الحزينة يظهر الوجه أكثر شحوباً وحزناً.
فكرة منظمي حفلات العزاء توقفت بسبب رفض المجتمع لها، ومثلها يجب أن نواجه حفلات الهياط الجديدة للتربح والتكسُّب من مصائب المشاهير الآخرين، حتى لا نجد أنفسنا أمام واجبات اجتماعية جديدة للأشخاص العاديين عنوانها (حفل الطلاق) مثلما هي للزواج والمناسبات الأخرى.
وعلى دروب الخير نلتقي.